ابو الخيرات.. من هو السلطان محمد الفاتح مؤسس الدولة العثمانية وعلاقته بالحملة الصليبية؟

ابو الخيرات.. من هو السلطان محمد الفاتح مؤسس الدولة العثمانية وعلاقته بالحملة الصليبية؟

يستعرض موقع "صوت المجلة" في التقرير التالي تفاصيل ومعلومات عن السلطان محمد الثاني الملقب بـ محمد الفاتح، سابع سلاطين الدولة العثمانية والملقب بأبو الخيرات.

 

نشأة السلطان محمد الفاتح

ولد السلطان (محمد الثاني) بن السلطان (مراد الثاني) في يوم 20 أبريل 1429 م، في مدينةِ أدرنه التركية عاصمةِ الخلافةِ العثمانية.

يعتبر محمد الثاني الابن الرابع للسلطانِ مراد، ونشأ وتربي داخل القصورِ الملكية بادرنه بجوارِ والدِه، الذي اهتم بتنشئتِه وتربيتهِ جسميًا وعقليًا ودينيًا ليكون مهيأ لتولي الحكم من بعده.

وتعلم السلطان محمد الفاتح ركوبِ الخيلِ والرميِ بالقوس والقتالِ بالسيف، وحرص والده على تأهيلهِ علميًا وعمليًا إلى جانبِ ما ورثه عن أبيِه من الجَلَدِ والشجاعةِ وشدةِ المراس والحكمةِ في اتخاذ القرارات.

 

اقرأ أيضًا.. بصمته شافية في عالم الطب.. من هو أبو بكر الرازي وما أشهر ابتكاراته؟

 

سابع سلاطين الدولة العثمانية

محمد الفاتح هو سابعُ سلاطينِ الدولة العثمانية الملقبُ بأبو الخيرات، والمعروفُ بالغازي المجاهد، قائدٍ عظيمٌ بشر به النبيُ محمد صلى الله عليه وسلم.

كما تصدى للحملاتِ الأوروبية على أراضي المسلمين، ودك حصونَهم شرقاً وغرباً، فتح القسطنطينية وأنهى نفوذَ الإمبراطوريةِ البيزنطية، وقضى عليها بعد أن حكمت الأرض 11 قرن من الزمان، حول الدولةَ العثمانية إلى إمبراطوريةٍ عظمى ترتعدُ لها الممالكُ الأوروبية وتخشى الاشتباك معها، بعد أن جعلَ للمسلمين درعاً وسيفاً بواسطةِ جيشٍ مهيب لا يعرفُ للخوفِ طريقاً.

 

محمد الفاتح والحياة السياسية

دخل محمدُ الفاتح معتركَ الحكمِ والحياةِ السياسية، وكان والده يصطحبه للمعارك، ليتعلم قيادة الجيش وفنونِ القتالِ، فأخذ عن والده مهارةَ إدارةِ الدولةِ والبراعةِ في أمورِ الحرب ووضع الخططَ و التكتيكاتِ العسكرية لحصار المدن وقيادة العمليات العسكرية.

 

سلطان وهو 14 عام

محمد الفاتح نصب سلطانًا على الدولة مرتين، المرةُ الأولى في مقتبلِ عمرِه حين تنازل له والدُه عن العرش، فبعد صراعاتٍ وحروبٍ طويلة خاضها والدُه السلطان "مراد الثاني" أبرم معاهدةَ صلحٍ مع المجر لمدةِ 10 سنوات في عام 1444 م، وما أن فرغ من أمورِ الهدنة حتى فُجع بموتِ ابنهِ الأكبر الأمير "علاء"، ليشتدَ حزنُه عليه وزهد في الدنيا والمُلكِ إلى درجةِ تركِه الحكم لابنه "محمد الفاتح" الذي كان صبياً يافعاً لا يتعدى الـ14.

 

حملة صليبية

خرق جنود بلاد "المجر" الهدنةَ وأغاروا على بلاد "البلغار"، وبدأت الاستعدادات لحملة صليبية كبري، والذي شجعهم على ذلك، أن العرشَ العثماني قد تُرك لصبي لا خبرةَ له في المعارك والحروب.

وعند سمع السلطان "مراد" بذلك الخبر، خرج بجيشه لمحاربة جنودِ "المجر"، فوجدهم قد حاصروا مدينة "فارنا" الواقعةَ على البحرِ الأسود، واشتبك الجيشان وانتصر العثمانيون انتصارًا ساحقًا، وقُتل ملكُ المجر وتفرق جنوده، وفي اليوم التالي هاجم العثمانيون معسكرَ المجر واستحوذوا عليه.

حركة شغب

اندلعت حركة شغبٍ من داخلِ البلاد، إذ تمرد عساكر الإنكشارية علي السلطان الفتي محمد الفاتح، ونهبوا مدينةَ "أدرنه"عاصمة الدولة.

فقدم السلطان مراد الثاني مسرعًا وقام بإخمادها وإخضاعِهم للسلطةِ ثانية في سنة 1445م، ثم أرسل ابنه محمد إلى مانيسا حاكمًا عليها، وبقي السلطان "مراد الثاني" على العرشِ إلى أن توفي، ليعودَ "محمد الفاتح" إلى العاصمة لتولي الحكم واعتلى العرشَ العثمانيَ للمرةِ الثانية في الثامن 18من فبراير سنة1451م، وكان عمرُه حينها 22، وأصبح سابعَ سلاطينِ السلالةِ العثمانية.

 

توليه الحكم

بمجردِ توليه الحكم، أمسك بزمامِ الأمور وأعاد تنظيمَ إدارات الدولة المختلفة، وعمل على تطويرِ وإدارة الأقاليم، فأقر بعض الولاة على أقاليمهم، بينما عزل آخرين ظهر منهم التقصير والإهمال وعدم الموالاة.

 

تغييرات الفاتح في الحكم

ركز الفاتح اهتمامه علي الأمور المالية، فعمل على تحديد موارد الدولة وطرق الصرف على نحو يمنعُ الإسرافَ والبذخ أو الترف.

كما أجرى تغييراتٍ كبيرة في التعريفاتِ الجمركية وزيادةِ الضريبة وتغييرِ العملات، وأولُ من فرَض قانونَ مسحِ الأراضي، مما أحدث طفرةً غيرَ مسبوقة وأدخل زياداتٍ كبيرة إلى عائداتِ الدولة.

وطوّر البلاطَ السلطاني وأمده بالخبراتِ الإداريةِ والعسكريةِ المتينة، وأعطي أولويةً للشؤونِ العسكرية و بدأ بتطويرِ كتائبِ الجيش وأعاد تنظيمَها ووضع سجلاتٍ خاصة بالجند، وزاد من مرتباتهم وأمدهم بأحدثِ الأسلحةِ.

كما أنشأ دور الصناعة العسكرية لسد احتياجات الجيشِ من الملابسِ والسروج والدروع ومصانع الذخيرة والأسلحة، وأقام القلاعَ والحصونَ في المواقع ذات الأهمية العسكرية.

وامتدت فتوحاتُه حتى خضعت له آسيا الصغرى وبلادُ اليونان ومعظمُ شبهِ جزيرة البلقان، وأصبح البحرُ الأسودُ بحيرةً عثمانية بعد استيلائِه على القرم، كما سيطر على الجزرِ الأيونيةِ الواقعةِ بين إيطاليا واليونان، وأخضع مدينةَ تارنتو وهدد إيطاليا والبابوية وأوروبا بأسرِها، حتي أنهم أطلقوا عليه لقبَ "السيد العظيم".

 

الإمبراطورية البيزنطية

كانت مدينة القسطنطينيةِ عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، هي مركز اهتمام محمد الفاتح، و بدأ حصارَها في الخامس من أبريل سنة 1453م.

وبعد حصارٍ مرير ومواجهاتٍ عنيفة استمرت أكثرَ من 50 يومًا، استطاع الجيش العثماني اقتحامَ الأسوارِ وفتحَ المدينةِ في الـ 29 من مايو سنة 1453، وقتل الإمبراطورَ "قسطنطين"، وحمل السلطانُ محمد الثاني بهذا الفتحِ العظيم لقب "الفاتح"، وسميت المدينةُ بعد ذلك "إسلامبول" أي مدينةُ الإسلام وأصبحت عاصمةَ الدولة العقمانية.

وسقطت الإمبراطوريةُ البيزنطيةُ التي استمرت نحو 11 قرنًا، واستطاع العثمانيون بهذا الفتح امتلاكَ موقعٍ استراتيجيٍ جديد وحلقةِ وصلٍ مهمة بين الشرقِ والغرب.

 

نهاية السلطان "محمد الفاتح"

توفي محمد الفاتح في الثالث من مايو سنة 1481م بعد 30 عامًا من الحكم، بعد إصابتهِ بمرضِ النقرسِ الذي عانى منه لزمنٍ طويل، وتم دفنه جوارِ المسجدِ الشهيرِ الذي بناه بإسمه في مدينةِ إسطنبول.

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من