بصمته شافية في عالم الطب.. من هو أبو بكر الرازي وما أشهر ابتكاراته؟

نسرد لكم في موقع صوت المجلة، تفاصيل عن حياة أبو بكر الرازي، أعظم أطباء الإنسانية، والفيلسوف الذي درس الفلك والمنطق والأدب والرياضيات أيضًا، حيث ترك بصمة كبيرة في عالم الطب.

نشأة أبو بكر الرازي

ولد ابو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي، بمدينة الري بالقرب من طهران، ورغم أنه نشأ محبا للعلم والتعلم إلا أنه تعلم الطب في سن كبيرة، وناشد دائما بضرورة تعلم الطلاب الطب في الأماكن المأهولة بالسكان، لكثرة ما بها من أمراض.

شاهد أيضًا.. السر الغامض في اسم فرعون

دراسته

اهتم الرازي بإعمال العقل والتأكيد على أهميته وكونه هو المرجع الأعلى الذي نرجع إليه.

ودرس الطب في بغداد، وعندما علم منصور بن إسحاق حاكم الري، بمدى علم أبو بكر الرازي دعاة للعودة إلى الري كي يتولى إدارة مستشفى الري.

وخلال مدة توليه قام، بتأليف كتاب للحاكم تحت عنوان "المنصوري في الطب، ويناقش الكتاب ما يتعلق بأمراض الجسد، ثم تبعه بكتاب "الطب الروحاني" ناقش فيه ما يتعلق بالأمراض النفسية.

عودته الرازي لبغداد

عاد أبو بكر الرازي لبغداد مرة أخرى، وأوكل إليه الإشراف على المستشفى في بغداد، وأظهر ذكائه وفطنته في تلك المهمة، إذ استشاره الأمير البويهي عن أفضل المواضع لبناء هذا المستشفى، فأمر الرازي "بعض الغلمان أن يُعلق في كل ناحية من جانبي بغداد شقة لحم، ثم اعتبر التي لم يتغيّر فيها اللحم بسرعة فأشار بأن يبنى في تلك الناحية، وهو الموضع الذي بني فيه المستشفى.

وفاز أبو بكر الرازي، بمنصب رئاسة المستشفى من بين 50 طبيبًا، لم يكن الرازي مهتما بالمظاهر الزائفة بل كان عاكفا على العلم متقشفًا، ويظهر ذلك جليا على لسانه في كتابه "السيرة الفلسفية" حين قال: "ولا ظهر مني  شره في جمع المال وسرف فيه ولا منازعات الناس ومخاصماتهم وظلمهم، بل المعلوم مني ضد ذلك كله والتجافي عن كثير من حقوقي".

مساهمته في الفيزياء والكيمياء

ساهم أبو بكر الرازي في مجال الفيزياء والكيمياء، حيث اشتغل بتعيين الكثافات النوعية للسوائل، وصنف لقياسها ميزانًا خاصًا، أطلق عليه اسم الميزان الطبيعي.

وفي الكيمياء قسم المواد لمواد نباتية ومعدنية وحيوانية ومشتقة.

كما قسّم المعادن إلى أنواع، بحسب طبائعها وصفاتها، وحضّر بعض الحوامض وما زالت الطرق التي اتّبعها في التحضير مستخدمة إلى الآن.

وهو أول من ذكر حامض الكبريتيك الذي أطلق عليه اسم زيت الزاج أو الزاج الأخضر.. واستطاع استخلاص الكحول بتقطير مواد نشوية وسكرية مختمرة.

200 كتاب

كان للرازي 200 كتاب، تم ترجمة كتب ومؤلفات له  خاصة في مجال الطب والكيمياء والفيزياء للاتينية.

كما ترجمت للغات الأوروبية للتمكن من دراستها في الجامعات هناك.

أشهر كتبه

أما عن أشهر وأهم كتبه فهو كتاب "الحاوي في الطب"، الذي يعد موسوعة عظيمة في الطب تحتوي على ملخصات كثيرة من مؤلفين إغريق وهنود، إضافة إلى ملاحظاته الدقيقة وتجاربه الخاصة.

وقد تُرجم الكتاب للغة اللاتينية وطبع لأول مرة في بريشيا شمال إيطاليا.

كما ألف واحدًا من أعظم كتبه وهو "تاريخ الطب"، وكتاب "الأدوية المفردة" الذي يتضمن الوصف الدقيق لتشريح أعضاء الجسم.

خيوط الجراحة

كان أبو بكر الرزاي، أول من ابتكر خيوط الجراحة وله باع طويل في علم التشريح، وقال إن أول ما يُسأل عنه الطالب، التشريح، ومنافع الأعضاء، وهل عنده عِلم بالقياس، وحسن في فهم ودراية كُتُب القدماء، فإن لم يَكُنْ عِنده علم فليس بك حاجة إلى امتحانه في المرضى.

الرازي والغرب

علقت مدرسة الطب بباريس صورة ملونة للرازي إلى جانب ابن سينا وابن رشد، وخصصت جامعة برنستون الأميركية أفخم ناحية في أجمل مبانيها لعرض مآثره.

وقال ريتشارد وولز أحد أهم مؤرخي الفلسفة العربية: (إننا نشعر عند قراءة كل سطر كتبه الرازي بأننا أمام فكر عال، ورجل يعرف قدره الخاص دون أن يؤدي به ذلك إلى الغرور، وهو لا يحسب نفسه أدنى مستوى لا في الفلسفة ولا في الطب.

وقال فيه القفطي في "تاريخ الحكماء": "محمد بن زكريا أبو بكر الرازي طبيب المسلمين غير مدافع وأحد المشهورين فِي علم المنطق والهندسة وغيرهما من علوم الفلسفة.

رحيل الرازي

رحل الرازي عام 925، وفقد العالم نابغة عصره.