أول معركة بين الحق والباطل.. تفاصيل وأسرار عن غزوة بدر
- تاريخ النشر: August 28, 2024
- آية أشرف محمد كرم

تعتبر غزوة بدري أول الغزوات في تاريخ الإسلام، حيث حاربت فيها الملائكة الشياطين وانتصر فيها المسلمين ورجع الكفار أذلة صاغرين.
ويستعرض موقع "صوت المجلة" في هذا التقرير، تفاصيل عن غزو بدر، وكيف كانت أول غزوة الإسلام، حيث تعتبر أول معركة بين الحق والباطل في التاريخ الإسلامي.
غزوة بدر
تعتبر غزوة بدر أول غزوة في تاريخ الإسلام، وتم ذكر اسمها في القرآن الكريم، وحاربت فيها الملائكة الشياطين.
غزوة بدر هي معركة بين الكفر والإيمان، قاتل فيها الرجل عمه وأباه وأبنه وأخاه وخاله، وقتل فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه خاله العاص بن هشام.
كما واجه فيها أبو بكر أبنه عبدالرحمن، وأسر فيها المسلمون العباس وهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلى فيها كلمة الإيمان على كلمة الكفر وفرق بين الحق والباطل فسمي ذلك اليوم يوم الفرقان.
موعد غزوة بدر
وقعت غزوة بدر الكبرى في يوم السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة، وكانت أول انتصار حقيقي للمسلمين على الكفار.
دوافع غزوة بدر
استرداد جزء من أموال الصحابة
في أثناء الهجرة لم يستطع صحابة رسول الله أخذ أموالهم وممتلكاتهم معهم إلى المدنية فتركوها في مكة فأخذتها قريش، فعندما علم رسول الله بقافلة قريش القادمة من الشام إلى مكة بقيادة أبي سفيان قرر أخذ تلك القافلة من أجل استرداد جزءً من أموال المسلمين المنهوبة.
استعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج ومعه 313رجلًا وكان 82 منهم من المهاجرين و 230 منهم من الأنصار ، وأما الأنصار فكان 170منهم من قبيلة الخزرج و 61 منهم من قبيلة الأوس.
ولم يكن معهم إلا فرسان، فرس للزبير بن العوام، وفرس للمقداد بن الأسود الكندي، وكان معهم 70 بعيرًا ليعتقب الرجلان والثلاثة على بعير واحد، ودفع صلى الله عليه وسلم لواء القيادة إلى مصعب بن عمير القرشي العبدري، وكان هذا اللواء أبيض وجعل على قيادة الميمنة الزبير بن العوام، وعلى الميسرة المقداد بن عمرو وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة، وظلت القيادة العامة في يده صلى الله عليه وسلم كقائد أعلى للجيش.
اقرأ أيضًا.. حكاية استرداد القدس وعلاقته بالحشاشين.. ما لا تعرفه عن صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين
جيش من 1000 مقاتل
عندما علم أبو سفيان بنية الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته، طلب المدد من قريش ، فخرجت بقيادة أبا جهل بن هشام، بجيش بلغ قوامه 1000 مقاتل، منهم 600 دارع (لابس للدرع) و100 فرس عليها 100 درع غير دروع المشاة، و700 بعير، ومعهم القيان يضربن بالدفوف، ويغنين بهجاء المسلمين.
نجا أبي سفيان بالنجاة بالقافلة، حيث حول سفيان اتجاهه نحو الساحل غربًا، تاركًا الطريق الرئيسي الذي يمر ببدر على اليسار خشية من الوقوع في قبضة جيش المدينة، وأرسل رسالته إلى جيش مكة ليتطمأنهم على أموالهم وينصحهم بالرجوع وعندما جيش مكة بالرجوع، قام أبو جهل في كبرياء وغطرسة قائلًا: والله لا نرجع حتى نرد بدرًا، فنقيم بها ثلاثًا فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدًا.
لم يكن يظن المسلمون أن سير الحرب سيتحول من إغارة على قافلة بحراسة صغيرة إلى صدام مع جيش كبير مسلح يقدر بثلاثة أضعاف جيشهم، فعقد الرسول صلى الله عليه وسلم مجلسًا استشاريًّا مع أصحابه ليعرف استعدادهم لمواصلة الحرب المقبلة، وعرض عليهم مستجدات الأمر، وشاورهم في القضية، فقام أبو بكر وعمر والمقداد فتكلموا وأحسنوا، وبينوا أنهم لا يتخلفون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدًا، ولا يعصون له أمرًا، فأعاد الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر، وقال: "أشيروا عليّ أيها الناس".
وكان يريد بذلك الأنصار ليتعرف استعدادهم لذلك، فقال سعد بن معاذ: "والله لكأنك تريدنا يا رسول الله!" قال: "أجل"، قال: "فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا و مواثيقنا على السمع والطاعة؛ فامض يا رسول الله لما أردت؛ فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوًّا غدًا، وإنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله"، فسُرّ الرسول صلى الله عليه وسلم بما قاله المهاجرين والأنصار، وقال: "سيروا وأبشروا؛ فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين".
بداية المعركة
بدأت المعركة بتقدم عتبة بن ربيعة، وتبعه ابنه الوليد، وأخوه شيبة طالبين المبارزة، فخرج لهم شباب من الأنصار، فرفضوا مبارزتهم طالبين مبارزة بني عمومتهم، فأمر صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وعبيدة بن الحارث رضي الله عنه، فقتل حمزة عتبة، وقتل علي شيبة، وأثخن عبيدة والوليد كل واحد منهما صاحبه، ثم مال علي وحمزة على الوليد فقتلاه، واحتملا عبيدة، وتأثرت قريش بنتيجة المبارزة، وبدأت الهجوم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه برمي المشركين بالنبل إذا اقتربوا من المسلمين ودنوا.
نهاية المعركة.
كانت نهاية هذه المبارزة بداية سيئة بالنسبة إلى المشركين، فقدوا 3 من خيرة فرسانهم وقادتهم دفعة واحدة، فاستشاطوا غضبًا، وكروا على المسلمين كرة رجل واحد.
وأما المسلمون تلقوا هجمات المشركين المتوالية، وهم مرابطون في مواقعهم، واقفون موقف الدفاع، وقد ألحقوا بالمشركين خسائر فادحة، وهم يقولون: أحد أحد انتهت المعركة بهزيمة ساحقة بالنسبة إلى المشركين، وبفتح مبين بالنسبة للمسلمين، وقد استشهد من المسلمين في هذه المعركة أربعة عشر رجلًا، ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.
أما المشركون فقد لحقتهم خسائر فادحة، قتل منهم سبعون وأسر سبعون، وعامتهم القادة والزعماء والصناديد. وفر المشركون من ساحة بدر في صورة غير منظمة، تبعثروا في الوديان والشعاب، واتجهوا صوب مكة مذعورين، لا يدرون كيف يدخلونها خجلًا.
دوافع سياسية واقتصادية واجتماعية
شكلت بدر لرسول الله ﷺ ضربةً سياسياً واقتصادية واجتماعية ، فكان ﷺ يرغب في التوسع في نشر الدعوة التي بدأها بإرسال برقيات إلى ملوك وزعماء المنطقة مثل هرقل وكسرى وغيرهم يدعوهم للدخول في الإسلام، وهو يعلم بأن الانتصار على قريش سيقوي من شوكته في المنطقة وسيكون له أثرٌ معنوي كبير له وللمسلمين عامة، وجرس إنذار لأعدائه، فردهم الله على أعقابهم خائبين منكسرين أذلة.
أساليب جديدة في الحرب
كسب المسلمون مهارةً عسكريَّةً، وأساليبَ جديدةً في الحرب، وشهرةً واسعةً داخل الجزيرة العربيَّة، وخارجها.
أمَّا قريش، فكانت خسارتها فادحةً، فإضافةً إلى أنَّ مقتل أبي جهل بن هشام، وأميَّة بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وغيرِهم من زعماء الكفر؛ الَّذين كانوا من أشد القرشيِّين شجاعةً، وقوةً، وبأسًا لم يكن خسارةً حربيَّةً لقريشٍ فحسب، بل كان خسارةً معنويَّةً أيضًا؛ ذلك: أنَّ المدينة لم تعد تُهَدِّدُ تجارتَها فقط، بل أصبحت تهدِّد أيضًا سيادتها ونفوذها في الحجاز كلِّه. وبذلك تعدُّ غزوة بدر رغم صغر حجمها معركة فاصلة في تاريخ الإسلام.
كانت غزوة بدر رفعة للإسلام وأهله وركيزة من ركائز انطلاق الدعوة الإسلامية و أصبحت شوكة المسلمين قوية، وأصبحوا مرهوبين بين قبائل الجزيرة العربية كلها، وتعزَّزت مكانة الرَّسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، وارتفع نجم الإسلام فيها، ولم يعد المتشكِّكون في الدَّعوة الجديدة.
سبب تسميتها بدر
وسميت غزوة بدر الكبرى بهذا الاسم نسبة إلى منطقة بدر، وهي بئر مشهورة، تقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة أسفل وادي الصفراء، كما سماها الله عز وجل بيوم الفرقان، قال تعالى: { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ ففرق بها سبحانه بين الحق والباطل؛ فأعلى فيها كلمة الإيمان على كلمة الباطل، وأظهر دينه، ونصر نبيه وحزبه.
العلامات
موضوعات ذات صلة
لغز تيتانيك الذي حير العالم.. القصة الكاملة حول السفينة التي ابتلعها المحيط | تفاصيل شيقة
أثار غرق سفينة تيتانيك الشهيرة جدلًا واسعًا امتد لأكثر من قرن، حيث تعددت الروايات حول السبب الحقي...
بلاك كوبرا.. القوة الضاربة التي أسقطت "خُط الصعيد" | ما سر سلاح مصر الفتاك؟
يومًا بعد يوم، تثبت قوات الأمن المصرية أنها قوة لا تُقهر، بتحديثها المستمر لقدراتها القتالية وتطو...
نسل الأسرة المقدسة.. هل ينحدر آل عمران من أسرة أخناتون؟
تناول الباحث إبراهيم بدر في دراسته أهمية معبد الأقصر باعتباره من أبرز معالم الحضارة المصرية القدي...
الخديوي إسماعيل بين النهضة والإفلاس.. القصة الكاملة من بناء مصر لبوابة الديون
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، برزت شخصية محورية في تاريخ مصر الحديث، وهو حاكم مصر، والذي ا...
سر تغيير اسمها..حكاية الملكة فريدة محبوبة المصريين وقصتها مع الملك فاروق
في عصور الملكات تبوأت الملكة فريدة مكانة نادرة بينهن، فكان لها من اسمها نصيب، حيث انصهرت في شخصيت...
قصة آخر ملكات مصر ناريمان.. باعت زوجها الملك فاروق وهذه كانت نهايتها
تبدأ حكاية الملكة ناريمان بشعور قاسٍ وموحش عاشه رجل كان يحبها ولكنها تركته بمحض إرادتها وتزوجت با...
زواج الأشقاء في العصر الفرعوني.. الباحث إبراهيم بدر يكشف حقيقة صادمة بشأن زواج المحارم
في هذا التقرير، يتم مناقشة قضية قد أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات حول حضارة مصر القديمة، وهي مس...