14 عامًا وحيدة في السجون.. من هي طل الملوحي بعد الإفراج عنها؟

المدونة السورية، التي أصبحت رمزًا للثورة السورية، من هي طل الملوحي بعد الإفراج عنها، التي تمثل قصة مقاومة وصمود ضد القمع الذي مارسه النظام السوري.

واعتُقلت في 2009 بتهمة التخابر، ومنذ ذلك الحين تحولت قضيتها إلى رمز عالمي للحرية والديمقراطية، حتى تم الإفراج عنها أخيرًا مع سقوط النظام في 2024.

ويوضح لكم موقع "صوت المجلة" من هي طل الملوحي بعد الإفراج عنها، حيث ستستعرض هذه المقالة مسار حياتها منذ اعتقالها في عام 2009، والتعذيب الذي تعرضت له في السجون السورية، وصولًا إلى تحريرها في ديسمبر 2024 بعد سنوات من المعاناة.

معلومات عن طل الملوحي 

من هي طل الملوحي بعد الإفراج عنها، الاسم الكامل طل دوسر خالد الملّوحي هي مدونة سورية وطالبة، ووُلدت في 4 نوفمبر 1991 في مدينة حمص، كانت في الثامنة عشرة من عمرها عندما تم اعتقالها.

وأبرز مدونتها الرئيسية التي تضمنت مقالات وقصائد تؤيد القضية الفلسطينية وتنتقد الاتحاد من أجل المتوسط. كانت آخر تدوينة نشرتها في سبتمبر 2009، وكان الموضوع يتعلق بالقدس، وكان لديها مدونتان أخريان تناولت فيهما مواضيع مختلفة.

من هي طل الملوحي بعد الإفراج عنها

طل الملوحي المدونة السورية التي أصبحت رمزًا للثورة السورية بعد عام 2011، كانت قد أثارت ضجة عالمية حينما تم اعتقالها في عام 2009 بتهمة التعامل مع دول أجنبية، مما أدى إلى الحكم عليها بالسجن لخمس سنوات في فبراير 2011. رغم المناشدات الدولية المستمرة للإفراج عنها، ظلت مصيرها مجهولًا حتى اليوم.

طل الملوحي والتهم التي وجهت لها

في عام 2006، نشرت طل دعوة للرئيس بشار الأسد من خلال موقع "النادي السوري"، مطالبةً إياه بالإسراع في تنفيذ الوعود بتحقيق تحول ديمقراطي في البلاد ووقف الفساد.

انتقال الأسرة إلى مصر

في نهاية صيف 2007، قررت أسرة طل المغادرة إلى مصر حيث بدأ والدها عملًا تجاريًا محدودًا، وافتتح محل كمبيوتر وإنترنت.

وفي يونيو 2008، عادت طل إلى دمشق لإجراء امتحاناتها، وفي تلك الفترة استُدعيت للأمن مرتين على الأقل، ثم عادت إلى القاهرة في الشهر التالي، وبين 2008 و2009، درست اللغة الإسبانية في معهد ثربانتس بالقاهرة، إذ كانت تتطلع للدراسة في الخارج.

اقرأ أيضًا.. بعد 50 عامًا من الحكم.. سقوط عائلة بشار الأسد في سوريا واستقبال المعارضين بالتكبيرات بـ دمشق

خضوع طل الملوحي للتحقيق في السفارة السورية بالقاهرة

في فبراير 2009، استُدعيت طل إلى السفارة السورية في القاهرة حيث تم التحقيق معها بشأن معرفتها بسوريين في الخارج وأعمالها على الإنترنت.

وتم تحذيرها من التواصل مع مواقع إلكترونية أو صحف معينة، وفي يوليو 2009، قررت الأسرة العودة إلى سوريا بعد صعوبة استمرار العمل في مصر.

اعتقال طل الملوحي

في 26 ديسمبر 2009، استُدعيت طل للتحقيق بسبب مقال نشرته في مدونتها. سافرت إلى مركز الأمن في صباح اليوم التالي، ومنذ ذلك الحين، انقطعت أخبارها.

وفي 28 ديسمبر، داهم رجال الأمن منزل الأسرة في حمص وصادروا أجهزة حاسوب وكتباً وأغراضاً شخصية لها، ولم تتمكن العائلة من زيارة طل أو معرفة مكانها.

وفي 4 مارس 2010، نشرت المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان بياناً طالبت فيه بالإفراج عن طل قبل الامتحانات، قائلةً إن حالتها الصحية والنفسية قد تؤثر على قدرتها على أداء الامتحانات، وفي أبريل 2010، علمت الأسرة أن ابنتهم تعرضت للتعذيب منذ اعتقالها حتى فبراير 2010 على الأقل.

مناشدة والدتها

في سبتمبر 2010، ناشدت والدة "طل" الرئيس السوري بشار الأسد التدخل للإفراج عن ابنتها، مؤكدة أنها لم تكن على صلة بأي تنظيم معارض وأنها لا تفقه في السياسة. في 20 سبتمبر 2010، نشر موقع «دي برس» السوري خبراً عن نقل "طل" إلى سجن دوما، ولكن والدتها نفت الخبر.

وبحسب مصادر سورية، تم اتهام طل بالتجسس لصالح دولة أجنبية، وقالت المصادر إنها قدمت معلومات تضر بالأمن القومي السوري. 

وتحدثت بعض التقارير عن محاولة اغتيال لضابط أمن سوري في القاهرة، زعمت أن طل كانت متورطة في العملية. إلا أن ناشطين سوريين اعتبروا هذه المعلومات محاولة لتبرير الاعتقال بعد انتشار التضامن العربي والدولي مع قضيتها.

الاحتجاج على اعتقال الملوحي

أثار اعتقال طل انتقادات واسعة في المدونات العربية التي اعتبرت الأمر قمعاً عشوائيًا. نظم نشطاء مظاهرات احتجاجية في مصر وباكستان وفرنسا للمطالبة بالإفراج عنها، كما نظم نشطاء سوريون حملة على الإنترنت لدعوة السلطات السورية للكشف عن مصيرها.

ودعت منظمة «مراسلون بلا حدود» و«هيومن رايتس ووتش» إلى الإفراج عن "طل"، معتبرةً أن احتجازها كان تعسفيًا. كما أشارت «منظمة العفو الدولية» إلى أن طل تعرضت لخطر التعذيب ولم تتلق العلاج المناسب. وأكدت حركة العدالة والبناء أن الرئيس السوري بشار الأسد يتحمل المسؤولية عن مصيرها.

الحكم على طل الملوحي

وفي 14 فبراير 2011، حُكم على طل بالسجن خمس سنوات بتهمة إفشاء معلومات لدولة أجنبية، رغم النداءات الدولية التي طالبت بإطلاق سراحها.

وفي 17 فبراير 2011، قدمت السلطات السورية رواية مفصلة حول قضية طل، مشيرة إلى أنها كانت على صلة بشخصية نمساوية تم تجنيدها من خلاله للعمل لصالح المخابرات الأمريكية، وأنها كانت قد سربت معلومات عن الأمن القومي السوري.

اقرأ أيضًا.. سقوط جبل الشيخ.. هل هناك احتمالية لاحتلال إسرائيل لسوريا بعد سقوط بشار الأسد؟

طل الملوحي رمزًا للثورة السورية

على الرغم من محاكمتها القاسية، أصبحت طل الملوحي رمزًا للثوار والمعارضين لنظام الأسد بعد عام 2011. قضت ما يقارب 14 عامًا في المعتقلات السورية، حيث تعرضت للتعذيب بحسب تقارير منظمات حقوقية. في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها، استمرت قضيتها في جذب الانتباه على الصعيدين المحلي والدولي.

الإفراج عن طل الملوحي

في ديسمبر 2024 ومع إعلان سقوط نظام بشار الأسد، تداولت وسائل الإعلام المعارضة أخبارًا تفيد بالإفراج عن طل الملوحي بعد سنوات طويلة من الاعتقال.

وأكد "تلفزيون سوريا" المعارض أن "طل" تم العثور عليها حية في سجن النساء في عدرا، مما يمثل خطوة هامة في سياق تحولات كبيرة تشهدها سوريا بعد سقوط النظام.

اعتقالات سابقة لمدونين سوريين

قضية طل ليست الأولى من نوعها في سوريا، حيث تم اعتقال العديد من المدونين الذين عبروا عن آرائهم على الإنترنت، وقد تم تصنيف سوريا ضمن أكثر الدول "عداءً للإنترنت" بحسب تقرير الأمم المتحدة.