نيسان وتويوتا على حافة الانهيار.. ما السر نحو تراجع تاريخ عمالقة السيارات العالمية؟

نيسان وتويوتا على حافة الانهيار.. ما السر نحو تراجع تاريخ عمالقة السيارات العالمية؟
أخبار السيارات

سيطر عمالقة السيارات مثل نيسان، تويوتا، فيات، وجاجوار لاند روفر على العالم بأصوات محركاتهم، يقودون الطرقات بأكبر الحصص السوقية، لكن الآن تحت شمس التكنولوجيا الحارقة ورياح التغيرات المتسارعة، يبدو أن عمالقة السيارات على حافة السقوط، يبدو أن القواعد قد تغيرت، والعمالقة العريقون، إليكم عبر صوت المجلة أبرو التفاصيل حول تراجع تاريخ عمالقة السيارات العالمية.

انهيار عمالقة السيارات
انهيار عمالقة السيارات

 

التراجع نحو التاريخ العريق

منذ عقود، كانت شركات السيارات الكبرى تقرأ مستقبل الطرقات من خلال أرقام المبيعات بلا توقف، والسيطرة على الأسواق تبدو ثابتة، لكن مع ظهور عاصفة التغيير، وجدت شركات السيارات التقليدية نفسها في صراع دائم للحفاظ على حصتها في السوق.

اضطرت نيسان، العملاق الياباني، إلى إعلان حالة طوارئ وتنفيذ خطة تقشف صارمة واتخاذ خطوات جذرية لإنقاذ وضعها المالي، بعد خسائر ضخمة تقدر بـ 9.3 مليار ين في الربع الثالث من عام 2024 مقارنة بأرباح بلغت 191 مليار ين في نفس الفترة من العام الماضي، خفضت الشركة الإنتاج بنسبة 20% وسرّحت أكثر من 9,000 موظف.

الإجراءات لم تقتصر على خفض عدد الموظفين فقط؛ بل شملت تقليص حصة نيسان في ميتسوبيشي، حيث قررت بيع جزء كبير من حصتها لتقلل ملكيتها إلى 34.7%، هذه الخطوة قد تكون بداية لانفصال تدريجي عن تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي، في محاولة لتحسين الاستقلالية وسط تراجع المبيعات في السيارات التقليدية، والتي لا تزال تعتمد على السيارات الهجينة بنسبة 60% من مبيعاتها، في حين أن إنتاجها السنوي من السيارات الكهربائية أقل من 10%.

تغير قواعد اللعبة.. التكنولوجيا الكهربائية تقود السباق

اليوم، لم يعد الحديث عن مجرد سيارات تُباع، بل عن مستقبل يُرسم، ومنافسة تدور رحاها بين القوى التقليدية والتكنولوجيا الذكية، المحركات التي طالما كانت رمزًا للهيمنة أصبحت تنافس بطاريات الليثيوم التي ترمز إلى المستقبل.

الأرقام في عالم الأعمال لا تكذب؛ فهي تعكس بوضوح حالة الصعوبة التي تمر بها الشركات الكبرى، تويوتا، التي لا تزال تُصنف كأكبر شركة سيارات في العالم، شهدت انخفاضًا بنسبة 12% في مبيعاتها، مما دفعها للإعلان عن استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار في تطوير تكنولوجيا السيارات الكهربائية بحلول عام 2030، مع إطلاق أكثر من 50 طرازًا كهربائيًا.

أما جنرال موتورز، فقد حاولت اللحاق بالركب لكنها أعلنت عن خسائر قياسية بلغت 1.2 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2024 بسبب تأخرها في الابتكار التكنولوجي.

وعلى الجانب الآخر، واجهت فورد تحديات كبيرة في سوق السيارات الكهربائية، مع انخفاض مبيعاتها التقليدية بنسبة 10%.

استثمارات ضخمة ورهانات عالية

أعلنت شركات مثل ميتسوبيشي وسوبارو عن خطط لاستثمار مليارات الدولارات في التكنولوجيا الكهربائية بحلول عام 2025. 

تشير الدراسات إلى أن 75% من المستهلكين يفضلون السيارات الكهربائية، مع توقع زيادة نسبتها إلى 60% بحلول العقد القادم.

في وقت تنخفض فيه مبيعات السيارات التقليدية، تُظهر التقارير انتعاشًا متوقعًا في قطاع السيارات الكهربائية، مع تقديرات بوصول الأسواق العالمية إلى 40 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2035.

في خطوة لوقف النزيف، اندمجت فيات مع ستيلانتس لتكون رابع أكبر شركة سيارات في العالم، بهدف تحسين موقفها في السوق العالمي.

بالرغم من الجهود، فإن مبيعات السيارات الكهربائية لا تزال تشكل 8% فقط من إجمالي مبيعاتها.

السباق نحو المستقبل.. التكنولوجيا أم التاريخ؟

بينما تسعى تويوتا لجمع استثمارات بقيمة 13.6 مليار دولار حتى عام 2030 لتطوير بطاريات السيارات الكهربائية، تخطط ستيلانتس لإطلاق 70 طرازًا كهربائيًا بحلول عام 2025، منها 15 طرازًا كهربائيًا بالكامل.

على الرغم من التحسن، لا تزال المنافسة شرسة، خصوصًا مع شركات رائدة مثل تسلا وفولكس فاجن التي تسيطران بشكل كبير على السوق.

التحديات البيئية ودور السيارات الكهربائية

مع الالتزام العالمي بتحقيق الحياد الكربوني، أصبحت السيارات الكهربائية محورية في تقليل الانبعاثات الكربونية، من المتوقع أن تسهم هذه السيارات في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 40% بحلول عام 2040 هذا يدفع شركات مثل تويوتا وجنرال موتورز للاستثمار بكثافة في تطوير تكنولوجيا البطاريات والبنية التحتية للشحن الكهربائي، مع وعد بتقديم عشرات الطرازات الجديدة.

هل عمالقة السيارات على حافة الهاوية؟

عمالقة السيارات يقفون اليوم على حافة هاوية مظلمة، يحاولون النجاة بحركات مليئة بالحذر والخوف في زمن لا يرحم التردد، إما ان يختاروا التكيف والمواكب أو أن ينقشوا اسمائهم في طيات التاريخ الصناعي كزمن مضى في انتظار من يروي قصص صعودهم وسقوطهم.

 

اقرأ أيضًا: 

الاستعلام عن مخالفات السيارات 2024.. خطوات معرفة المخالفات وسدادها إلكترونيًا

قصة النجاح الملهمة لعلامة سكودا في عالم السيارات

سر نجاح تسلا.. كيف أصبح إيلون ماسك ملك السيارات الكهربائية؟

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من