من الأنقاض إلى قمة الازدهار.. هكذا نهضت كوريا الجنوبية تكنولوجيًا من خلال التعليم والاقتصاد

تحولت كوريا الجنوبية التي عانت من الفقر والدمار إلى مركز للإبداع والتكنولوجيا، ونهضت بعدما كانت تصارع من أجل البقاء، نتيجة ما تعرضت له من استعمار وحروب، وانقسامات.

أبهرت كوريا الجنوبية العالم بتحولها من دولة كانت تعتمد في ماضيها على الإقتصاد الزراعي وصيد الأسماك إلى قوة صناعية وتكنولوجيا؛ جعلتها تتربع على قائمة أقوى دول العالم بفضل نظامها التعليمي المبتكر والاستثمارات غير التقليدية، لتثبت مقولة (يولد الابتكار والإبداع من رحم المعاناة).

شهدت كوريا الجنوبية أشهر الصناعات مثل هيونداي وإل جي وسامسونج، وتألقت في ربوع العالم بمعالمها مثل قصر جيونج بوك وجبل سوراك وحضارتها العريقة ونهضتها الحديثة.

كوريا الجنوبية اليوم تحقق انجازات تمتد إلى 71 عاما، أظهرت فيها للعالم قصة تروى للتعليم والابتكار، فقد كان لها دور كبير في تغيير مصير أمه بأكملها نحو الأفضل؛ خاصة بالنسبة لتاريخ مليء بالتحديات والانجازات لدولة فقيرة متأثرة بالحروب قبل الميلاد ودمار انتهى بهدنة دون توقيع معاهدة سلام رسمية للإنقسام الكوري، مما جعلها لا تزال في حالة حرب حتى الآن.

التعليم في كوريا الجنوبية

ولكن الحكومة الكورية لم تقف مكتوفة الأيدي وبدأت بالاستثمار بشكل مكثف، أوله الاهتمام بمحو الأمية وبناء نظام تعليمي قوي وصل فيه عدد الطلاب إلى 12 مليون طالب بمختلف مراحل التعليم، هذا ما جعلها أعلى معدل التحاق لطلب العلم بنسبة 70% في العام الواحد أي حوالي 150 ألف طالب دولي سنويا بالدراسة في أكثر من 400 جامعة ومؤسسة تعليمية مثل جامعة سول الوطنية وجامعة كوريا وجامعة يونسي التي تصنف ضمن أفضل الجامعات في العالم.

وبشكل خاص أودعت نظامًا تعليميا صارما يركز على تقديم برامج تعليمية مكثفة تضمن تأهيل الطلاب لأعلى مستوى من الكفاءه في كل من العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM.

وبالرغم من أنها قامت بتطوير وإنشاء جامعات جديدة لزيادة الطاقة الاستيعابية إلا أنها تهتم باستخدام التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد بجانب مستوى عال من التدريب التقني والتأهيل المهني.

الجانب الاقتصادي

وعندما نتحدث عن الاقتصاد؛ فنحن نتحدث عن قوة تحدِِ لأرقام شاهدة على الإرادة والعزيمة والطموح، فقد اعتمدت كوريا الجنوبية على خطة خمسية للتنمية الحديثة حققت فيها نموا اقتصاديا خاص بالبنية التحتية والصناعة المحلية والتكنولوجيا، لتشهد بحلول السبعينيات واحدة من أسرع التحولات الإقتصادية في التاريخ الحديث بعد نهضة مميزة في التعليم وصناعة الإلكترونيات والسيارات والصلب وبناء السفن الرقائق واشباه الموصلات يتردد صداها في جميع أنحاء العالم مثل السامسونج هيونداي وإل جي وكيا.

كما خرج في هذا الوقت الكثير من القوى العاملة الماهرة والشركات الناشئة من خلال حاضنات الأعمال وبرامج التمويل مثل كوبنج وهي أول وأكبر منصة للتجارة الإلكترونية في كوريا.

وبفضل الإصلاحات الهيكلية والتحولات الإقتصادية بعد تأثرها بالأزمة المالية الأسيوية عام 1997 وإسهامها في زيادة الإنتاجية وتحقيق نمو اقتصادي مستدام؛ جعلها من أبرز الدول المصدرة والمستثمر في البحث والتطوير R&D بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية لتكون وجهة جذابة لأي استثمار أجنبي وعالمي تجاوز 20 مليار دولار في العام الواحد.

ومن هنا فقد أصبحت كوريا الجنوبية جاهزة لقوة تشجيع النمو الصناعي والإقتصادي وسط عمالقة الإقتصاد وهم (هونج كونج، سنغافورة، تايوان).

اقرأ أيضًا: الفرقة 105 في كوريا الشمالية.. قصة أخطر سلاح تخشاه أمريكا

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من