ما حكم من أفطر في رمضان بغير عذر؟.. دار الإفتاء توضح

ما حكم من أفطر في رمضان بغير عذر؟.. دار الإفتاء توضح
صيام رمضان

يُعدّ صيام شهر رمضان فرضًا على كل مسلم بالغٍ عاقلٍ قادر، وهو ركن أساسي من أركان الإسلام. لذا، فإن الإفطار في رمضان دون عذر شرعي يُعدّ من الأمور المحرمة التي تستوجب التوبة النصوح وقضاء الأيام الفائتة، ويترتب عليها كفارة في بعض الحالات. 

وفي هذا السياق، يوضح "صوت المجلة" حكم من أفطر في رمضان بغير عذر، وأحكام القضاء والكفارة المتعلقة به، وفقًا لما جاء في الشريعة الإسلامية.

 

صيام رمضان
صيام رمضان

 

حكم من أفطر في رمضان بغير عذر

بالنسبة لـ حكم من أفطر في رمضان بغير عذر، فأكدت دار الإفتاء أن صيام شهر رمضان فريضة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل قادر، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى، فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ، وقد أوضح الإمام ابن كثير في تفسيره أن هذا الأمر إلزامي لكل من كان مقيمًا صحيحًا حين دخول الشهر الفضيل.

أما تعمُّد الإفطار في نهار رمضان دون عذر شرعي، فهو من الكبائر التي تنتهك حرمة هذا الشهر المبارك، ويترتب عليها إثم عظيم، فورد عن النبي ﷺ في حديثٍ رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلاَ مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ"، مما يدل على عِظم الذنب وعسر التكفير عنه، الأمر الذي يستوجب التوبة الصادقة والإكثار من الأعمال الصالحة.

حكم من أفطر في رمضان متعمدًا

بالنسبة لـ حكم من أفطر في رمضان متعمدًا، فأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الإفطار في نهار رمضان دون عذر شرعي يُعدّ من الكبائر، ويستلزم التوبة النصوح، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم، من أفطر يومًا في رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صيام الدهر وإن صامه".

وأشارت إلى ما ذكره الإمام ابن حجر الهيتمي في كتابه "الزواجر عن اقتراف الكبائر"، حيث عدّ ترك صيام يوم من رمضان أو الإفطار فيه عمدًا، سواء بالجماع أو غيره، من غير عذرٍ كالسفر أو المرض، من الكبائر، التي تستوجب العقوبة والمغفرة من الله لمن تاب عنها بصدق.

وأوضحت دار الإفتاء، أن من وقع في هذا الذنب فعليه أن يُبادر بالتوبة والندم على ما فعل، مع العزم على عدم تكراره، كما يلزمه قضاء اليوم الذي أفطره.

أما إذا كان الإفطار قد وقع عن طريق الجماع، فعلى الزوج أن يؤدي الكفارة، وذلك بصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع، فعليه إطعام ستين مسكينًا، إضافة إلى قضاء اليوم الذي أفطره.

الجماع في نهار رمضان من مفسدات الصيام

أكدت دار الإفتاء، أن الجماع في نهار رمضان يُعد من المفطرات التي تُفسد الصوم بإجماع العلماء، تمامًا كالأكل والشرب، إذ إنه انتهاك واضح لحرمة الشهر الفضيل.

وأشار العلامة ابن المنذر في كتابه "الإشراف على مذاهب العلماء" إلى أن جميع الفقهاء اتفقوا على تحريم هذه الأمور على الصائم، استنادًا إلى النصوص الشرعية التي تؤكد ضرورة الامتناع عنها أثناء الصيام.

ومن جانبه، أوضح الإمام ابن حزم في "مراتب الإجماع" أن الصوم يبطل إذا تعمّد الصائم الجماع في نهار رمضان وهو على دراية بصيامه، ولا خلاف في ذلك بين العلماء، وبناءً على ذلك، فإن من وقع في هذا الأمر عليه الكفارة الكبرى، التي تتمثل في عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا، بالإضافة إلى ضرورة التوبة الصادقة لتعظيم حرمة الشهر الكريم.

حكم الجماع في نهار رمضان والواجب على من وقع فيه

أكدت دار الإفتاء، أن الجماع في نهار رمضان يُعد من المفطرات التي تفسد الصوم، ومن وقع فيه فإن الحكم يختلف بحسب حالته، فإذا كان الشخص قد أفطر عمدًا في رمضان، لكنه لم يكن يعلم بحكم الجماع، كحديث العهد بالإسلام أو من لم يكن لديه علم كافٍ بأحكام الصيام، فعليه قضاء ذلك اليوم فقط دون كفارة، إذ أن الكفارة لا تجب على من وقع في هذا الفعل بسبب الجهل، وفقًا لما ورد في كتب الفقه.

أما إذا كان الشخص على علم بحرمة الجماع في نهار رمضان، وقد نوى الصيام منذ الليل، ثم تعمّد الجماع، فقد أفسد صومه وعليه قضاء هذا اليوم والتوبة إلى الله، بالإضافة إلى ذلك، تجب عليه الكفارة الكبرى، وهي صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكينًا، كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري عن الرجل الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم معترفًا بجماع زوجته في رمضان، فأرشده إلى الكفارة المناسبة لحاله.

وفي حالة أن الشخص أفطر بغير الجماع مثل الأكل أو الشرب معتقدًا أن صومه قد فسد، ثم جامع زوجته، فهنا عليه قضاء اليوم فقط دون كفارة، وفقًا لما ذهب إليه جمهور العلماء. أما إذا أفطر عمدًا دون عذر ثم جامع في اليوم نفسه، فالمسألة فيها خلاف، لكن الراجح عند جمهور الفقهاء أنه لا تلزمه الكفارة، بل القضاء فقط، لأنه لم يكن صائمًا حين وقع في الجماع، وإن كان يلزمه الإمساك عن الطعام والشراب بقية اليوم احترامًا لحرمة الشهر الفضيل.

حكم الزواج في شهر رمضان

أكدت دار الإفتاء، أن الزواج في شهر رمضان جائزٌ شرعًا، ولا يوجد ما يمنع إتمامه خلال هذا الشهر المبارك، إلا أن العادة جرت بين الناس على تأجيل الدخول إلى ما بعد رمضان، وذلك تجنبًا لما قد يؤدي إلى إفساد الصيام في حال وقوع الجماع في النهار. 

وورد في الصحيحين عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقبِّل وهو صائم، لكنه كان أقدر الناس على ضبط نفسه، مما يدل على أن تجنب ما قد يثير الشهوة أثناء الصيام هو من باب الاحتياط.

ومن هذا المنطلق، يرى بعض العلماء أن الامتناع عن الدخول في شهر رمضان أولى، وذلك حفاظًا على قدسية الشهر وتجنبًا لأي تصرف قد يؤدي إلى انتهاك حرمة الصيام، خاصة أن بعض الأفعال قد تؤدي إلى الإنزال، مما يُفسد الصوم، وبناءً على ذلك، يُنصح بتأجيل الدخول إلى ما بعد رمضان، مراعاةً للحكمة من مشروعية الصيام، والتي تهدف إلى تزكية النفس والابتعاد عن الشهوات خلال ساعات النهار.

اقرأ أيضًا..

حكمة عن رمضان للإذاعة المدرسية 2025.. فقرات متنوعة لتعزيز القيم الإسلامية

حديث عن شهر رمضان 2025 سهل لقراءته في الإذاعة المدرسية

بوستات تهنئة شهر رمضان 2025.. أجمل عبارات التهنئة ورسائل رسمية للأهل والأصدقاء

إمساكية رمضان 2025.. موعد أذان المغرب والفجر وفضل الشهر الكريم

إمساكية رمضان 2025.. تعرف على عدد ساعات الصيام ومواقيت الصلاة

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من