روبرت كينيدي جونيور وزير الصحة الأمريكي.. هل سيكون هذا القرار بداية لثورة صحية أم كارثة؟

في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم الخميس عن ترشيح روبرت كينيدي جونيور لمنصب وزير الصحة الأمريكي، وهذا القرار أثار جدلا واسعًا بسبب موقفة المناهض للتطعيم، حيث اختلفت الآراء بين مؤيد ومعارض حول تأثير هذا التعيين على السياسة الصحية في البلاد.

وفيما يلي، يستعرض لكم موقع "صوت المجلة"، تفاصيل تعيين روبرت كينيدي جونيور وزير الصحة الأمريكي بالولايات المتحدة.

روبرت كينيدي جونيور وزير الصحة الأمريكي

يعد كينيدي، الذي يشتهر بمواقفه المتشددة ضد اللقاحات ورفضه للتوصيات الطبية المعتمدة مثل (فلورة المياه)، شخصية مثيرة للانقسام بين الخبراء السياسيين والصحيين. وفي بيان نشره على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"، أكد ترامب أن كينيدي سيعمل على إعادة "الوكالات الصحية الأمريكية إلى تقاليد البحث العلمي من الدرجة الأولى"، متعهداً بمكافحة "وباء الأمراض المزمنة".

آراء متباينة حول ترشيح كينيدي

وفقًا لجريدة New York Times، واجه قرار تعيين روبرت كينيدي جونيور وزير الصحة الأمريكي انتقادات حادة من العديد من الديمقراطيين والخبراء في مجال الصحة العامة. قال الدكتور "ريتشارد بيسر" المدير التنفيذي لمؤسسة "روبرت وود جونسون" والرئيس السابق للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، إن تعيين كينيدي يشكل "مخاطر كبيرة على صحة الأمة" بسبب تأثيره السلبي على الثقة في الأجهزة الصحية الأمريكية، التي تعززت بعد جائحة كورونا.

ومن جهة أخرى، أبدى بعض الجمهوريين، بما في ذلك السناتور "تومي تابيرفيل"، دعماً لترشيح كينيدي بسبب مواقفه المناهضة لصناعة الأدوية وتأكيده على أهمية التغذية السليمة.

اقرأ أيضًا.. لن تصدق كم يبلغ راتب رئيس أمريكا الجديد؟.. وهذه المزايا في انتظار ترامب

ترشيحات ترامب وموقف مجلس الشيوخ

تواجه ترشيحات ترامب معارضة داخل الحزب الجمهوري نفسه حيث قالت السناتور "سوزان كولينز" عضو مجلس الشيوخ المعتدلة، إنها تجد بعض تصريحات كينيدي "مقلقة" ولكنها لم تستبعد التصويت لصالحه. على الجانب الآخر أظهر الجمهوريون المقربون من ترامب حماسة أكبر مشيدين بعمل كينيدي في مجالات الصحة والغذاء.

هل سيكون كينيدي وزير الصحة المقبل؟

 وفقًا لجريدة Washington Post، إذا تم تأكيد تعيين كينيدي فسيتولى مسؤولية وزارة ضخمة تضم 80,000 موظف وميزانية تقدر بثلاثة تريليونات دولار، وتشمل وكالات حيوية مثل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) وإدارة الغذاء والدواء (FDA) والمعاهد الوطنية للصحة (NIH). ومع ذلك يبقى التساؤل حول ما إذا كان بإمكانه إدارة هذه المهمة بنجاح، في ظل مواقفه المثيرة للجدل.

روبرت كينيدي جونيور وتجاهله المتعمد للعلم

يبرز الجانب الأكثر أهمية في تأهيل روبرت كينيدي جونيور وزير الصحة الأمريكي في رفضه المستمر للمنهج العلمي خاصة في مجالات الصحة العامة. كما كان كينيدي نشطاً في محاربة اللقاحات، قد نشر مواقف مشككة بالأبحاث العلمية المدعومة عالمياً، مثل نشره نظريات كاذبة حول اللقاحات التي تسبب التوحد.

وهذا الرفض للتفكير العلمي يثير القلق بشكل خاص في وقت يعتمد فيه المجتمع الطبي والصحي على البحث العلمي لتحسين الصحة العامة ومكافحة الأمراض.

التهديدات التي يمثلها روبرت كينيدي

تعيين روبرت كينيدي جونيور وزير الصحة الأمريكي ليست مشكلة أن كينيدي يفتقر إلى الخبرة الحكومية أو القدرة على الإدارة فقط، بل في أنه قد يسبب ضررًا هائلًا للنظام الصحي العام. وقد يتسبب كينيدي في أضرار جسيمة لنظام الصحة العامة والثقة العامة اللازمة لإعادة بناء هذا النظام.

وقد يسعى إلى تقليل الوصول إلى اللقاحات ويقلل من معدل تطعيم الأطفال. ليس فقط أولئك الذين يرفضون اللقاحات، بل أيضًا الفئات الضعيفة مثل الرضع والمصابين بأمراض نقص المناعة قد يتأثرون. كما أن أي تراجع في معدلات التطعيم قد يؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية بشكل أوسع.

اقرأ أيضًا.. سيدة غامضة ترافق ترامب.. هل هي ميلانيا الحقيقية زوجة الرئيس الجديد؟

مواقف كينيدي الخاطئة

على الرغم من أن كينيدي أثار بعض القضايا الصحية العامة المشروعة مثل مضار الأطعمة المصنعة وأهمية التمرين، فإنه نشر آراء خاطئة وخيالية على الإنترنت وفي وسائل الإعلام حول اللقاحات وأمان الغذاء والأدوية والمكملات. وتسببت معارضته اللقاحات في جذب أكبر قدر من الانتباه، حيث زعم أن "لا لقاح آمن وفعال"، ونفى ذلك لاحقًا عندما أصبح من المناسب له.

أراء روربرت كيندي أثناء جائحة كورونا

خلال جائحة كورونا، روّج كينيدي لمزاعم لا أساس لها من الصحة حول اللقاحات، بل وادعى أن "كارتل اللقاحات" الذي يقوده أنطوني فاوتشي وبيل غيتس كان يسعى لتعميق تأثير الجائحة. كما أنه دعم استخدام أدوية غير مثبتة مثل الإيفرمكتين والكلوروكين ضد كوفيد، رغم أن الأبحاث أثبتت عدم فعاليتها.

أسهم شركات الرعاية الصحية تتأثر بعد اختيار ترامب لروبرت كينيدي جونيور وزير الصحة الأمريكي

 أعلنت Reuters في تطور مفاجئ، هبطت أسهم شركات اللقاحات والرعاية الصحية حول العالم يوم الجمعة بعد أن اختار الرئيس المنتخب دونالد ترامب روبرت ف. كينيدي الابن لتولي وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة. يعتبر كينيدي معروفًا بآرائه المتشككة بشأن اللقاحات، وقد تعهد في حال تأكيده في المنصب باستخدامه لمكافحة "الصناعة الصيدلانية الكبرى.

وهذا الاختيار أثار قلق المستثمرين في القطاع الصحي، حيث شهدت أسهم شركات مثل "فايزر" انخفاضًا بنسبة تزيد عن 4%، و"موديرنا" بنحو 7%. كما تراجعت أسهم شركات "أسترازينيكا" و"جي إس كي" التي تُدرج في المملكة المتحدة بنسبة تجاوزت 3%.

اختيارات ترامب لأعضاء حكومته

في خضم الفوضى الناتجة عن اختيارات ترامب الأخيرة لأعضاء حكومته، يبرز اختيار روبرت كينيدي جونيور وزير الصحة الأمريكي والخدمات الإنسانية كأحد أكثر الاختيارات التي قد تؤدي إلى معاناة كبيرة وأضرار مؤسسية طويلة الأمد.