دار الإفتاء تحسم الجدل بشأن حكم تهنئة المسيحيين برأس السنة الميلادية

مع قدوم رأس السنة الميلادية، يتجدد البحث من جانب المسلمين حول حكم تهنئة المسيحيين برأس السنة الميلادية، حيث يتبادل البعض التهاني مع أصدقائهم وزملائهم المسيحيين، ويطرح آخرون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التهنئة جائزة شرعًا أم لا.

ونرصد لكم عبر موقع الرأي الشرعي لدار الإفتاء المصرية حول حكم تهنئة المسيحيين بـ رأس السنة الميلادية بناءً على الأدلة القرآنية

رأي دار الإفتاء في حكم تهنئة المسيحيين برأس السنة الميلادية

دار الإفتاء المصرية أكدت أن الاحتفال برأس السنة الميلادية وتبادل التهاني بهذه المناسبة أمر جائز شرعًا، ولا يتعارض مع تعاليم الإسلام؛ وقد أشار الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، إلى أن الاحتفال بيوم ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام والتهنئة به لا حرمة فيه، بل يعد من الوسائل التي تساعد على تعزيز الروابط الاجتماعية والإنسانية.

وأضاف أن الإسلام يقر على المشتركين في المجتمعات على أعيادهم، فلا مانع من تبادل التهاني في مناسباتهم طالما لا يتعارض ذلك مع عقيدة الإسلام. بل إن الإسلام يشجع على التواصل والترابط بين أفراد المجتمع، بغض النظر عن معتقداتهم.

حكم تهنئة المسيحيين برأس السنة الميلادية.. أدلة من القرآن

أشار القرآن الكريم إلى أهمية أيام ميلاد الأنبياء عليهم السلام، حيث قال تعالى: "وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا" [مريم: 15]، وهذا يوضح أن الاحتفال بميلاد الأنبياء هو من أيام الله التي يستحق فيها المسلمون الفرح والشكر لله.

حكم تهنئة المسيحيين برأس السنة الميلادية.. السنة النبوية

وعن حكم تهنئة المسيحيين برأس السنة الميلادية في السنة النبوية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ" (رواه البخاري)؛ ويعكس هذا الحديث الصلة الوثيقة بين النبي صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام، ويؤكد أن الاحتفال بذكرى ميلاده لا يتنافى مع عقيدة الإسلام.

حكم تهنئة غير المسلمين

تهنئة غير المسلمين في مناسباتهم، بما في ذلك رأس السنة الميلادية، تعتبر جائزة شرعًا طالما أن ذلك يتم في إطار احترام متبادل، وقد قال الله تعالى في القرآن: "وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا" [النساء: 86]، ويعني ذلك أن الرد على التهاني في المناسبات يعد من باب البر والإحسان الذي حث عليه الإسلام.

وأكدت الآية الكريمة: "لا يَنْهَاكُمُ اللّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدّينِ وَلا يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ" [الممتحنة: 8]، وهي دعوة واضحة للتعايش السلمي وصلة الرحم مع غير المسلمين.

وخلاصة القول فإن تهنئة المسلمين للمسيحيين في رأس السنة الميلادية أو في غيرها من المناسبات لا حرج فيها شرعًا، وهي من باب الإحسان والبر الذي أمر به الإسلام؛ طالما أنها لا تتعارض مع العقيدة الإسلامية، فإنها تعد وسيلة لتقوية الروابط الإنسانية والاجتماعية بين أفراد المجتمع.

اقرأ أيضا:

بوستات تهنئة رأس السنة للأهل والأصدقاء.. أجمل رسائل وعبارات للعام الجديد 2025

عبارات تهاني رأس السنة الميلادية 2025.. للأحباب والأصدقاء وأفكار مبتكرة للاحتفال

تهنئة رأس السنة الميلادية 2025.. أرق العبارات والتهاني

تحميل أجمل صور تهنئة رأس السنة 2025 لمشاركتها مع العائلة والأصدقاء