حرب شرسة بين مايكروسوفت وجوجل على الذكاء الاصطناعي.. صراع مستمر وأرباح خرافية

على الرغم من التطور التكنولوجي المتسارع، فإن المنافسة الشديدة بين عملاقتي التكنولوجيا، جوجل ومايكروسوفت، لا تزال مستمرة. فكلا الشركتين تسعيان جاهدتين لتحويل الأفكار إلى واقع ملموس، مما يدفع بقطاع التكنولوجيا إلى آفاق جديدة.

وفيما يلي، نستعرض لكم عبر صوت المجلة على تطورات شركتي جوجل ومايكروسوفت، والمنافسة الشرسة بينهم

النشأة والتأسيس

 

انطلقت شرارة ولادة عملاق البحث جوجل من عقلية طالبين جامعيين هما لاري بيج وسيرجي برين. ورغم الرؤية الواضحة التي حملها المشروع، إلا أنه واجه صعوبات كبيرة في بداياته، لاسيما على صعيد التمويل. ومع ذلك، تمكن المؤسسان بفضل إصرارهما وابتكاراتهما، ولا سيما خوارزمية بيج رانك الثورية، من تحويل جوجل إلى قوة لا تُقهر في عالم التكنولوجيا.

 

بينما بدأت مايكروسوفت في سبعينيات القرن الماضي، وكانت في بداياتها شركة صغيرة تواجه تحديات كبيرة. ومع ذلك، تمكنت بفضل إصرار مؤسسيها وابتكاراتهم، مثل نظام التشغيل MSDOS، من تحقيق نجاح باهر والتغلب على المنافسين. وقد أثبتت مايكروسوفت أن الابتكار والإصرار هما مفتاح النجاح في عالم التكنولوجيا المتسارع."

مرحلة الابتكار والتطوير

بدأت جوجل في توسيع أفاقها بشكل مذهل، حيث أطلقت جيميل في 2004 ويوتيوب في 2006 وبحلول عام 2004، أعلنت جوجل عن دخولها السوق العامة محققة انتصارات مالية مكنتها من تطوير مشاريع مبتكرة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

وفي عام 2015، أعادت جوجل هيكلة نفسها تحت مظلة ألفابيت Alphabet لتفتتح أفاقا جديدة لمشاريعها التنوعية.

بينما كانت جوجل تتألق تعرقلت مايكروسوفت في التسعينات بسبب هيمنتها على السوق، ولكنها دخلت المنافسة بإطلاق اوفيس وويندوز سيرفر مع دخولها عصر الحوسبة السحابية في عام 2010 عبر منصة أزور Azure، أثبتت مايكروسوفت أنها رائدة في مجالات جديدة معززة وجودها بأدوات ذكية مثل أوفيس 365 ومايكروسوفت تيمز لتلبية احتياجات العصر.

وأظهرت الإحصائيات، أن جوجل تعتبر القوة المهيمنة في العالم الرقمي، حيث يزورها أكثر من 4.3 مليار شخص شهريا، فيما يستقطب تطبيق يوتيوب بمفرده حوالي 2.5 مليار مستخدم في المقابل تستخدم خدمات أوفيس 365 قبل أكثر من 500 مليون مستخدم نشط.

ويعمل نظام ويندوز على حوالي 1.5 مليار جهاز حول العالم، وهذه الأرقام تعكس الفرق الكبير بين الشركتين، حيث تواصل جوجل الريادة في توفير الخدمات الرقمية بينما تحافظ مايكروسوفت على دورها كأحد الرواد في مجال البرمجيات.

القيمة السوقية

أما بالنسبة للقيمة السوقية، فتعتبر شركة أبل الأغلى في الولايات المتحدة والعالم؛ حيث بلغت قيمتها السوقية نحو 3.25 ترليون دولار متجاوزة بذلك مايكروسوفت، التي وصلت قيمتها السوقيه الى 3.2 تريليون دولار، وذلك وفقا لبيانات مجموعة بورصات لندن.

صرع العمالقة

تتربع جوجل على عرش محركات البحث، حيث تفوق عدد زوارها بشكل كبير على منافسيها، ورغم محاولات مايكروسوفت مع محرك البحث بينج، إلا أنها لم تتمكن من تقليص الفارق الكبير في الحصة السوقية، فبينما تتلقى جوجل أكثر من 90 مليار زيارة شهريًا، لا تتعدى زيارات بينج 1.5 مليار زيارة.

الذكاء الاصطناعي

ورغم محاولات مايكروسوفت المستمرة للمنافسة، إلا أن جوجل طلت مسيطرة على المشهد، ولكن مع ظهور الذكاء الاصطناعي تغيرت ملامح هذا الصراع.

وفي أواخر 2022، حققت مايكروسوفت خطوة حاسمة عندما دخلت في شراكة مع Open Al، مما مكنها من إطلاق شات جي بي تي، وهو نظام ذكاء اصطناعي قادر على التفاعل مع المستخدمين بطرق جديدة كليا.

والتحرك لم يكن فقط مجرد تحسين في خدمات محركات البحث بل قفزه نوعية جعلت مايكروسوفت في طليعة الابتكار؛ وبفضل هذا التعاون قامت مايكروسوفت بدمج تقنية جي بي تي الخاصة بـOpen Al في محرك بحثها بيينج، مما أدى إلى زيادة ملحوظة بنسبة 20% في عدد من المستخدمين، مما جعل بينج منافسًا حقيقيًا لجوجل لأول مرة منذ سنوات.

وفي المقابل وجدت جوجل نفسها في موقف صعب؛ حيث أدركت أنها بحاجة إلى استجابة سريعة لمواكبة التطورات الجديدة، وفي مايو أعلنت جوجل عن إطلاق محرك PaLM 2 وهو محرك بحث مدعوم بلغة الذكاء الاصطناعي وهي خطوة تهدف إلى استعادة ريادتها.

اقرأ أيضا: لينك استرجاع الأرقام الممسوحة في دقائق.. من فيس بوك وجوجل

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من