تكرار الأذان في القرآن الكريم.. هل هو مجرد صدفة أم إبداع من الخالق سبحانه وتعالى؟

هل تساءلت يومًا عن تكرار الأذان في اليوم خمس مرات يوميًا؟ والكلمات المذكورة في الأذان وتكرارها؟.. هل هذا صدفة أو وراءه حكمة إلهية؟

في السطور التالية عبر "صوت المجلة"، دعونا نتأمل في بعض عجائب الأذان من القرآن الكريم، مع تفاصيل الإجابة عن سؤال مفاداه (هل تكرار الأذان هو صدفة أم من تدبير الخالق سبحانه وتعالى؟)، حسبما أشار إليه بحث مقدم من الدكتور عبد الدائم الكحيل.

التكرار العددي في الأذان.. هل هو صدفة أم تدبير إلهي؟

الآذان هو نداء يتكرر خمس مرات في اليوم للصلاة، ففي القرآن الكريم، تكررت كلمة "أذَّنَ" مرتين، وكلمة "مؤذِّنٌ" تكررت مرتين، بينما تكررت كلمة "أَذِّنْ" مرة واحدة، ليصل المجموع إلى خمس مرات، وهو نفس عدد مرات الأذان في اليوم، يمكننا أن نجد هذه التكرارات في عدة آيات، مثل قوله تعالى:

"وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" [الأعراف: 44].

"فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ"[يوسف: 70].

"وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"[الحج: 27].

تكرار الكلمات بإبداع إلهي ودقة مذهلة

الأذان يتألف من 50 كلمة ويرتفع خمس مرات يوميًا، كما أن هذه الكلمات تتوزع على 17 حرفًا من الأبجدية العربية؛ علاوة على ذلك، نجد أن عدد أشهر السنة هو 12، وهو نفس عدد المقاطع التي يتألف منها الأذان، مما يضفي مزيدًا من التناغم والتوازن بين الأذان والزمن.

التكرار والتناسق العددي في الأذان

أكثر كلمة تكررت في الأذان هي "الله". إذا حسبنا عدد حروف الألف واللام والهاء في كلمة "الله"، نجد أنها تساوي 112 حرفًا، وهو نفس عدد حروف سورة الإخلاص، التي هي سورة التوحيد، هذا التناسق العددي يعزز فكرة أن الأذان ليس مجرد تكرار عشوائي بل هو عمل منظم ودقيق يحمل في طياته معاني عميقة.

أهمية الأذان في الإسلام..دعوة للتوحيد والتقرب إلى الله

الأذان يبدأ باسم الله ويختتم بكلمة "لا إله إلا الله"، مما يعكس أن هذا النداء لا يُبتغى منه سوى وجه الله تعالى، هذا التكرار في الأذان ليس مجرد كلمات، بل هو دعوة للعبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

التأمل في الأذان 

بناءً على التأمل في الأذان ومعانيه، يمكننا أن نستنتج أن تكرار الكلمات في الأذان ليس مجرد صدفة، بل هو إبداع من الخالق سبحانه وتعالى، فيما يتناغم الأذان مع الزمن والمكان والأرقام، مما يثبت أن الله سبحانه وتعالى قد دبر هذا التكرار بحكمة بالغة ودقة فائقة.

وفي النهاية يجب معرفة أن الأذان هو نداء إلهي يحمل في طياته العديد من المعاني والرسائل الروحية، ويجب علينا التأمل فيه وفهم معانيه العميقة.

اقرأ أيضا: 

الإعجاز العلمي في القرآن.. دلالات فلكية تكشف أسرار الكون

الإعجاز القرآني في سورة الرحمن.. هل تكرار الآيات مجرد مصادفة؟

الترتيب الصحيح للأنبياء من آدم إلى النبي محمد وأعمارهم بالأدلة القرآنية

أداء مُبهر واختبار صعب في مسابقة القرآن الكريم تحت إشراف الشيخ يسري عزام