السعودية تقود المستقبل.. هل تصبح المملكة قوة عظمى في صناعة السيارات الكهربائية؟

السعودية تقود المستقبل.. هل تصبح المملكة قوة عظمى في صناعة السيارات الكهربائية؟
صناعة السيارات السعودية

تظهر السعودية اليوم كقوة جديدة تسعى لفرض نفسها في سوق السيارات العالمية، فمع الإمكانيات الجبارة التي تتمتع بها السعودية من ثروات هائلة، طاقات شابة، ورؤية اقتصادية طموحة، يبدو أن المملكة قد تجد طريقها لتحقيق الحلم وصناعة طفرة في مجال صناعة السيارات.

نرصد لكم عبر صوت المجلة، ضمن التقرير التالي أبرز التفاصيل حول طموحات السعودية في صناعة السيارات، وسر تأخر الخليج في صناعة السيارات حتى الآن.

سر تأخر دول الخليج في صناعة السيارات حتى الآن؟

على الرغم من الثروات الهائلة التي تمتلكها دول الخليج، إلا أنها تأخرت في دخول صناعة السيارات سواء التقليدية أو الكهربائية، ويرجع السبب الأول إلى أن اقتصادات دول الخليج كانت تعتمد بشكل أساسي على صناعة النفط والغاز الطبيعي لعقود طويلة.

كان النفط هو محرك الاقتصاد الأول، مما جعل دول الخليج تركز على الصناعات المرتبطة به مثل البتروكيماويات والطاقة، ولم يكن هناك دافع قوي للتوجه نحو صناعات أخرى كصناعة السيارات.

في وقت كانت فيه الصين وأوروبا وأمريكا قد انطلقت في تصنيع السيارات، كانت دول الخليج تستهلك أكثر مما تنتج، فالسوق الخليجية كانت تغطي احتياجاتها من السيارات من خلال الاستيراد، ولم يكن هناك دافع اقتصادي ملح للانتقال إلى التصنيع المحلي.

إضافة إلى ذلك، كانت صناعة السيارات تتطلب تكنولوجيا متطورة وقدرات إنتاجية ضخمة، وهو ما كان يفتقر إليه العديد من الدول الخليجية في مراحل سابقة، وفي ظل غياب استراتيجية شاملة تهدف إلى تطوير هذه الصناعة، تم توجيه الموارد نحو قطاعات أخرى مثل:

  • السياحة
  • العقارات
  • الخدمات المالية

وذلك لأنها كانت تحقق عوائد سريعة مقارنة بصناعة السيارات.

صناعة السيارات
صناعة السيارات

 

تجارب عربية في صناعة السيارات مصر والمغرب

رغم كل هذا، بدأت بعض الدول العربية في إنتاج السيارات محليًا، مسجلة خطوات إيجابية نحو تطوير هذه الصناعة الحيوية، وفي هذا السياق، تبرز تجربتا مصر والمغرب اللتان تسعيان إلى إحياء وتعزيز صناعة السيارات داخل حدودهما.

تجربة مصر في صناعة السيارات

تُعد شركة النصر لصناعة السيارات واحدة من أقدم محطات صناعة السيارات، تأسست في عام 1960 بالتعاون مع شركات عالمية مثل فيات الإيطالية، ومع مرور الزمن، واجهت الصناعة عدة تحديات أدت إلى تراجعها، اليوم، تبدأ الحكومة المصرية جهودًا كبيرة لإحياء هذا القطاع الحيوي من خلال توقيع شراكات مع شركات مثل دونغفنغ الصينية لإنتاج السيارات محليًا.

التركيز على تطوير صناعة السيارات الكهربائية عبر اتفاقيات مع شركات مثل BYD الصينية، حيث تسعى الحكومة من خلال رؤية مصر 2030 إلى جعل صناعة السيارات أحد القطاعات الرئيسية التي تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني.

تجربة المغرب في صناعة السيارات

شهدت صناعة السيارات في المغرب نموًا كبيرًا خلال العقدين الماضيين، فقد أقامت شركات عالمية مثل رينو وبيجو مصانع ضخمة في المملكة، مما جعلها نقطة محورية في إنتاج السيارات سواء للسوق المحلي أو للتصدير.

من المعروف أن صناعة السيارات اليوم تعد من أكبر الصناعات في العالم، تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات سنويًا، ووفقًا لبيانات Statista، من المتوقع أن تتجاوز مبيعات السيارات العالمية 90 مليون وحدة سنويًا بحلول عام 2025، مع تزايد الاهتمام بالسيارات الكهربائية التي باتت تعتبر الحل المستقبلي لمشاكل التلوث وتغير المناخ.

السعودية تدخل المنافسة.. رؤية 2030 وصناعة السيارات

تشهد السعودية تحولًا في سياستها الاقتصادية عبر رؤية 2030، وقد أصبحت صناعة السيارات جزءًا أساسيًا من استراتيجياتها لتقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد.

شركة "سير" أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية

في خطوة مهمة نحو تحقيق هذه الرؤية، تم الإعلان عن إطلاق شركة "سير"، وهي مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة فوكسكون العالمية.

من المتوقع أن تسهم "سير" في: جذب استثمارات تقدر بحوالي 562 مليون ريال سعودي، فضلا عن توفير حوالي 30,000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة.

شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية

تسعى المملكة أيضًا لتطوير شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية، حيث وقعت اتفاقيات مع شركات مثل:

Lucid Motors الأمريكية لبناء أول مصنع متكامل لإنتاج السيارات الكهربائية في المملكة.

تبلغ استثمارات هذه الاتفاقية أكثر من 12 مليار ريال سعودي، وتعد خطوة حاسمة نحو توطين هذه الصناعة في السعودية.

مستقبل صناعة السيارات الكهربائية في السعودية

تعد صناعة السيارات الكهربائية سوقًا اقتصاديًا ضخمًا، فمن المتوقع أن تصل مبيعات السيارات الكهربائية إلى 40 مليون سيارة سنويًا بحلول عام 2030.

شركات مثل:

  • Tesla
  • BMW
  • Volkswagen

تحقق نموًا كبيرًا في إيراداتها، حيث وصلت أرباح Tesla من السيارات الكهربائية في عام 2023 إلى أكثر من 50 مليار دولار.

تتجه السعودية اليوم بقوة نحو صناعة السيارات الكهربائية من خلال استثمارات استراتيجية شاملة، شراكات مع كبرى الشركات العالمية، وهذه الخطوات ليست مجرد تحديث لقطاع السيارات، بل هي جزء من رؤية المملكة لتحقيق تحول اقتصادي شامل.

ورغم تأخر بعض دول الخليج في هذا القطاع، فإن الفرص الآن باتت أكبر لتحقيق تقدم ملموس، مما سيضع المملكة في موقع قوي على الخريطة العالمية لصناعة السيارات الكهربائية.

في المستقبل القريب، ستكون السعودية قادرة على تصدير السيارات الكهربائية إلى الأسواق العالمية، لتصبح واحدة من أبرز مراكز الإنتاج في هذا المجال وتساهم بشكل فعال في صناعة المستقبل المستدام.

اقرأ أيضًا:

من الاستيراد إلى الإنتاج المحلي.. السعودية تقتحم سوق صناعة السيارات الكهربائية

مرسيدس ضد بي إم دبليو.. السر وراء تفوق عمالقة السيارات الألمانية

3 طرق مجانية.. الاستعلام عن مخالفات السيارات 2025

أزمة صناعة السيارات الألمانية.. ماذا يحدث لـ فولكسفاجن وتأثيره على اقتصاد ألمانيا؟

مفاجأة لمالكي السيارات.. أسعار وقود السيارات اليوم السبت 28 ديسمبر 2024

نيسان وتويوتا على حافة الانهيار.. ما السر نحو تراجع تاريخ عمالقة السيارات العالمية؟

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من