نوربانو وصفية.. حكاية صراع نسائي هز أركان الدولة العثمانية

شهدت الدولة العثمانية في عهد السلطانين سليم الثاني ومراد الثالث صراعًا محتدمًا بين السلطانة الأم نوربانو وزوجة السلطان مراد صفية، وتجاوز هذا الصراع حدود الصراع الشخصي، فتحول إلى تنافس على النفوذ والسيطرة على مقاليد الحكم في الدولة العثمانية.

وهذا الصراع بين الأم نوربانو وزوجة السلطان مراد صفية، أثر بشكل كبير على مسار الأحداث السياسية في تلك الفترة، ويستعرض لكم 'صوت المجلة" قصة الصراع بين نوربانو والسلطانة صفية.

أسرار الصراع بين نوربانو وصفية

بعد وفاة السلطان العثماني سليم الثاني وصعود ابنه مراد الثالث لعرش الدولة العثمانية، ارتقت مكانه نوربانو والدة مراد إلى منزلة السلطانة الأم، فكان الطريق ممهد لها لتتدخل والتحكم في شؤون وسياسات الدولة العثمانية، ونوربانو في عهد زوجها السلطان سليم الثاني تحالفت مع الصدر الأعظم للدولة محمد باشا، الذي ترك لها أمور الحكم.

وفي الربع الأخير من القرن الـ 16 الميلادي، كانت أولى جرائمها تحريض أبنها مراد على اغتيال أخوته الخمسة، وذلك لمنع أي إنقلاب داخلي قد يوثر على حكمه.

والسلطانة نوربانو، اتهمت بأن لديها أصول يهودية، وهذه الأصول كانت السبب في إفساح الطريق أمام تغلغل النفوذ اليهودي داخل الدولة العثمانية، واستغلت نوربانو ضعف شخصية السلطان مراد الثالث، وسيطرة على مقاليد الحكم في الدولة العثمانية.

اقرأ أيضًا.. عرفت بأفعى الحرملك.. من هي السلطانة "صوفيا" التي أنهت حياة 18 أميرًا للانفراد بالعرش؟

لكن مع ظهور السلطانة صفية أو صوفيا في الساحة، وزواجها من مراد الثالث، بدأت نوربانو تفقد سيطرتها على الدولة العثمانية، فشعرت نوربانو بتهديد كبير على عرشها، وكرست جهودها لإزاحة صفية من المشهد، لكنها لم تنجح بسبب سيطرة صفية على قلب مراد.

وبمرور الأيام أنجبت صفية لمراد نجله، الشهرزاد محمد التي أرادت نوربانو جعل له تحت رقابتها الخاصة، فخصصت جناح لولي العهد الجديد داخل الحرملك، حتى يكون تحت سيطرتها، وذلك في حالة وفاة مراد الثالث.

نهاية نوربانو وسيطرة صفية على مقاليد الحكم العثماني

وفي الحقيقة، لم تستلم السلطانة صفية أمام ألاعيب نوربانو وحاولت بكل جهدها تقليل نفوذها، لكن لم تستطع الإطاحة بها أو الانتصار في معركتها أمام نوربانو، ولم تسيطر على النفوذ العثمانية إلا بعد وفاة السلطانة الأم، وبهذا حلت صفية محل السلطانة نوربانو، وتولت السطيرة على مقاليد الحكم في الدولة العثمانية.