ما الحكمة من كثرة صيام النبي محمد في شعبان؟.. الدكتور السيد سعيد الشرقاوي يُجيب

ما الحكمة من كثرة صيام النبي محمد في شعبان؟.. الدكتور السيد سعيد الشرقاوي يُجيب
الدكتور السيد سعيد الشرقاوي

 

أوضح الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، أن كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان تعود لعدة أسباب، أولها أن النبي كان معتادًا على الصيام بصفة عامة، وثانيها أن هذا الشهر يُعد شهر رفع الأعمال إلى الله، حيث كان النبي يحرص على أن يُرفع عمله وهو صائم.

وأشار الدكتور الشرقاوي، إلى أن شهر شعبان يُعتبر محطة ختامية للأعمال في السنة الهجرية، إذ تُغلق فيه الصحائف ويُرفع العمل إلى الله، ليُحاسَب عليه العبد يوم القيامة. وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم سبب إكثاره من الصيام فيه بقوله: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان"، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الناس ينشغلون بالتحضير لشهر رمضان ومتابعة الأمور الدنيوية، مما قد يُنسيهم فضل هذا الشهر العظيم.

وأكد الدكتور الشرقاوي، أن النبي صلى الله عليه وسلم، رغم أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كان يحرص على أن يُرفع عمله وهو في حالة صيام، وهذا يدل على أهمية الصيام وفضله في هذا الشهر المبارك.

 

صيام يوم الشك

وفيما يتعلق بصيام يوم الشك، ينقسم الموضوع إلى قسمين:-

القسم الأول: الأشخاص الذين اعتادوا على صيام يوم الإثنين أو الخميس، ووافق هذا اليوم 30 من شعبان، هؤلاء يمكنهم الصيام في هذا اليوم بدون مشكلة، وذلك بناءً على قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقدموا بين يدي رمضان بيوم أو يومين، إلا رجل كان يصوم صيامًا فليصم ذلك اليوم"، بمعنى أن من كان معتادًا على صيام يوم الإثنين أو الخميس يمكنه الصيام دون حرج.

القسم الثاني: الأشخاص الذين ليس لديهم عادة في الصيام ولا يصومون إلا في المناسبات، إذا جاء إلى ذهن أحدهم أن يصوم يوم 30 من شعبان، فهذا يعتمد على الوضع المحيط به، فإذا كان في مكان لا يوجد فيه وسائل إعلام أو معرفة بموعد بداية رمضان، وكان يشك في اليوم، فيجوز له الصيام من باب الاحتياط.

في هذه الحالة، يكون الصيام تطوعيًا، فإذا كان أول رمضان فسيكون قد صام، وإذا كان 30 من شعبان فيكمل صيامه تطوعًا، لأن الصيام هنا يكون بدافع الاحتياط.

لماذا كان النبي يكثر من صيام شهر شعبان ؟

للإجابة على هذا السؤال، أشار الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، إلى وجود عدة تفسيرات، أحدها أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كن يقضين ما عليهن من أيام رمضان في شهر شعبان، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم معهن رضي الله تعالى عنهن.

ويرى آخرون أن ذلك كان من باب تعظيم شهر رمضان المبارك، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعظم شهر رمضان بصيام شهر شعبان قبله تمهيدًا لصيام رمضان.

أما فريق ثالث فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان معتادًا على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأحيانًا كان ينشغل بالسفر أو المرض عن صيام هذه الأيام الثلاثة، فكان يقضيها في شهر شعبان المبارك.

وأغلب العلماء يرون أن الحكمة من كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان تعود إلى كونه شهر غفلة، حيث ينشغل الناس فيه باستعداداتهم لشهر رمضان، من تحضير الموائد ومتابعة المسلسلات والأفلام، فينشغلون عن العبادة والطاعة، حسب قول الشرقاوي.

وبالإضافة إلى ذلك، يوضح الشرقاوي أنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في هذا الشهر لأمر عظيم جدًا، وهو أن أعمال السنة كلها تُرفع إلى السماء في هذا الشهر المبارك.

وسأل أسامة بن زيد رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب كثرة صيامه في شهر شعبان، فقال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عملي إلى الله وأنا صائم".

الصيام
صيام شهر شعبان

 

حكم صيام يومي الإثنين والخميس في شهر شعبان

أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم صيام يومي الإثنين والخميس في شهر شعبان، وخاصة بعد مرور ليلة النصف منه، حيث يحرص بعض المسلمين على صيام هذين اليومين، دون معرفة الحكم الشرعي لهذا الأمر، وقد بينت الإفتاء الحكم تيسيرًا على المسلمين الراغبين في الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

وأكدت دار الإفتاء المصرية أن صيام الإثنين والخميس بعد النصف من شعبان جائز ولا حرج فيه، بشرط أن يكون الصائم معتادًا على صيامهما أسبوعيًا اتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، أو كان يصوم لقضاء أيام فائتة من صيام واجب أو وفاءً لنذر.

ومن جانبه، أوضح مجمع البحوث الإسلامية أن الرأي الراجح بين العلماء يجيز صيام هذين اليومين بعد منتصف شعبان، لمن كانت له عادة سابقة في الصيام، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه" (متفق عليه).

وأشار المجمع إلى ضعف الحديث الذي يستند إليه بعض القائلين بمنع الصيام بعد النصف من شعبان، وهو حديث "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا"، كما استدل بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: "لم يكن النبي يصوم شهرًا أكثر من شعبان" (رواه البخاري)، مما يدل على أنه كان يكثر من الصيام في هذا الشهر، ولم يكن يمنع الصيام بعد منتصفه.

وعليه، فإن من كان يصوم يومي الإثنين والخميس بانتظام، أو لديه سبب شرعي كالقضاء أو النذر، فلا مانع من صيامهما بعد النصف من شعبان، أما من لم تكن له عادة صيام سابقة، فلا يستحب أن يبدأ الصيام بعد هذا التوقيت.

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من