هزيمة ساحقة.. كيف قلصت معركة ليبانتو حجم العثمانيين وتأثيرهم في أوروبا؟

تعتبر معركة ليبانتو كارثة بكل المقاييس، حيث كبدت العثمانيين خسائر فادحة في أسطولهم البحري، وقلصت تأثير الدولة العثمانية في أوروبا بعدها.

وفي التقرير التالي نساعدك عبر موقع "صوت المجلة"، للتعرف على تفاصيل معركة ليبانتو الساحقة.

معركة ليبانتو

كان تاريخ العثمانين حافل بالانتصارات، لكن بعد أن بلغت الدولة العثمانية أقصى اتساع لها في عهد سليمان القانوني، وأصبح لها شأن في العالم، وتسلم سليم الثاني مقاليد الحكم خلفًا لأبيه بعد وفاته.

ظهور حركات تمرد

قامت بعض حركات التمرد، وبدايتها كانت في اليمن عام 1567، ونجحت تلك الحركة في ادراك مساعيها واستطاعت حصر العثمانين في الشريط الساحلي وبقيت اليمن خارج قبضة العثمانين لعامين كاملين.

ضعف الدولة العثمانية

لحق بالدولة العثمانية ضعف من نوع أخر، تمثل في كثرة طرح المشروعات الضخمة التي اهدرت وقت الدولة، حيث كانت تطرح دون تنفيذ على أرض الواقع أو إنها تنبوء بالفشل حالة محاولة تنفيذها.

كان أغلب التفكير على الناحية البحرية، فعرضت فكرة لانعاش التجارة العالمية عن طريق فتح قناة سويس بين البحر الأبيض والبحر الأحمر.

اقرأ أيضًا.. كيف غيّر الظاهر بيبرس النوبة من مملكة نصرانية إلى مسلمة؟.. أحمد الشرنوبي يكشف مفاجأة

وشرعت الدولة في تأمين حدودها من هجمات الروس والإيرانيين خاصة على تركستان، وذلك عن طريق فتح قناة بين نهري الدون والفولك وتأمين الطريق بين البحر الأسود وبحر قزوين.

إلا إنه وسط تلك المشاريع ظلت قبرص تمثل عائقا لا يستهان به في طريق التجارة بين اسطنبول ومصر لآن قبرص في ذلك الوقت كانت واقعة تحت سيطرة البنادقة ذوات الشهرة الوساعة في القرصنة البحرية.

قبرص

أدرك العثمانيون أن فتح قبرص لن يأتي عليهم بالخير المرجو منه، بل سيفتح باب الجحيم حولهم من قبل التحالف المسيحي المنتظر، لما تمثله قبرص من أهمية للعالم المسيحي كله.

وذلك حدث بالفعل، حيث علم الأوروبيون بما يضمره العثمانيون تجاه قبرص، تحرك البابا بيوس الخامس فورًا وقرر عقد معاهدة للتحالف مع البنادقة وبعض المناطق المسيحية وملك اسبانيا ضد الدولة العثمانية.

كتب البابا بيبوس لملك إسبانيا، مشددا على أهمية التحالف فقال لا توجد في العالم المسيحي اي دولة مسيحية يمكنها أن تقف بمفردها في مواجهة الدولة العثمانية، ولذا فواجب على كافة الدول المسيحية أن تتحد لكسر الغرو التركي.

ووصلت أخبار هذا التحالف الحديث للدولة العثمانية وعلموا بتجهيز  أسطول صليبي لتنفيذ مساعيهم، فجاء الأمر للوزير العثماني برتو باشا بقيادة الأسطول العثماني والتوجة لمجابهة الخطر الصليبي.

كان الجانب الصليبي على قدر عال من الاستعداد فقد أعدوا العدة باسطول، يضم عددًا من كبار القادة البحريين ذو الخبرة والقوة وحوالي 295 سفينة بحرية ونحو 3 الأف جندي من الجنود المدربيين على أعلى مستوى.

ظهر الفارق الرهيب بين الطرفين في الضعف الذي طال الأسطول العثماني، فقد بقيت للقائد بورتو باشا والقائد مؤذن زاد على باشا 100 سفينة فقط من أصل 184 سفينة.

ورغم، وصول أخبار التحالف لاسطنبول وانتظارهم الهجوم الصليبي، إلا أن الاستعداد كان واهيا لا يتناسب مع دولة بحجم الدولة العثمانية ولا يوازي قوة الجبهة الصليبية بالفعل.

باتت المعركة قريبة جدا فحين وصل الأسطول الصليبي عند اعتاب ميناء ليبانتو، عقد قائد الأسطول العثماني اجتماعًا طارئًا الذي سرعان من انقضى دون نتيجة فلم يتم التوصل لأي خطة مواجهة تحفظ ماء وجوههم أمام العدو.

اقترح القادة البحريون أن تقوم مدافع القلاع بقصف السفن الصليبية، ليكون ذلك بمثابة مباغته للعدو.

 لكن بارتو باشا لم يقدرا على العمل بها، لانهما أخذ الأوامر بالمواجهة المباشرة مع الأسطول الصليبي، فاقترح قادة البحرية الخروج للقتال في البحار المفتوحة لتسهيل عمليات والاستفادة من قوات المدفعية، وهذا أيضا قوبل بالرفض من قبل بورتو باشا ومعاونيه.

وقال: "أي كلب هو ذلك الكافر حتى نخافه"، ثم قال إننى لا أخشى على منصبي ولا على رأسي.

وتابع، أن الأوامر الواردة تشير بالهجوم لا ضرر من نقص خمسة أو 10 أشخاص من كل سفينة، الا توجد غيرة على الإسلام الا يصان شرف الباشا.

نتائج معركة ليبانتو

كانت معركة ليبانتو دامية وعنيفة، وقتل القائد مؤذن زادها علي باشا وابنه وأسر ابنه الأخر وتعرضت السفينة التي كان يقودها باشا للغرق وتم سحبها للشاطئ بخسائر فادحة.

لم يسلم من الأسطول العثماني سوى جناحه الأيمن فقط ذا الـ 42 سفينة بينما تم تدمير ما تبقى من الأسطول العثماني.

نجح الأسطول الصليبي في الاستيلاء على 60 سفينة عثمانية و مدافع كبيرة، و256 مدفعا صغيرًا وتم تحرير 3 الأف منهم، من قتل ومنهم من تم أسره، كما استحوذوا على رايه مؤذن راده باشا.

ةاستفحل الأوروبيون على العثمانيين بعد تلك المعركة الشرسة وهانوا في أعينهم.