من سقنن رع إلى السادات.. قصص المقاومة المصرية عبر التاريخ | تفاصيل
- تاريخ النشر: October 5, 2024
- marwa elshafay
مصر كنانة الله في أرضه بجندها المختار وسلاحها البتار وشعبها المغوار؛ كانت وستظل مقبرة للغزاة الطامعين في كل وقت وحين، فمن خلال التأمل في تاريخ مصر؛ يظهر دائمًا دور المقاومة الشعبية في التصدي الدائم لكل من أرادها بسوء، المقاومة ليست وليدة العصور الحديثة بل تلألأت؛ وعبرت عن نفسها منذ الاحتلال الأول على مصر.
فترة احتلال الهكسوس لمصر
وفي السطور التالية نأخذكم في رحلة عبر الزمن تبدأ من أكثر من 3600 عام؛ تحديدًا في فترة احتلال الهكسوس لمصر، ورغم كونه أول احتلال إلا أنه استمر لأكثر من 100 عام.
بدا الأمر معقدا في تحديد هويا الهكسوس وموطنهم الأصلي؛ وغالبا وقعت أطماعهم على مصر لمعرفتهم ما تحويه من كنوز وخيرات.
واجه الملك سقنن رع الثاني خطر الهكسوس منذ بدايته؛ فتسلح بالشعب المصري، وحين اشتعل فتيل الحرب، لم يتوانى أي احد عن الاستماتة في الدفاع عن وطنه
وأظهر الشعب بقيادة الملك شجاعة ومثابرة، ولعل ما نجده من أثار للإصابات البالغة على مومياء الملك تعد دليلًا دامغًا على ذلك؛ وقيل أنه تم تحنيطه بسرعة فائقة؛ نظرا لإتمام تلك العملية خلال المعركة.
ليأتي بعد ذلك دور الملك كامس الذي تفاجأ في بادئ الأمر من تقبل البعض لوضع الاحتلال وكان اليأس قد خيم على قلوبهم، لكن كامس لم ينهزم لمثل تلك الأقاويل واجتمع بجيشه، الذي لم يتردد لحظة في الدفاع عن وطنه، وصمم على استكمال المواجهة مهما كلف الأمر وقد دفع ثمن ذلك غال ألا وهو حياته.
وجاء بعد أحمس الأول تمكن من إحكام قبضته على عاصمة أواريس عاصمة الهكسوس وضيق عليهم الخناق في شاروهين حصنهم المنيع في غزة وتمكن من فرض حصار شديد عليه دام لثلاث سنوات استطاع خلالهم بجيشه وشعبها ثبات أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
واستخدم المصريون السلاح الذي حاربهم به الهكسوس من قبل، وهو سلاح العربات التي تجرها الخيل فأنزلوا بهم هزائم متتالية فرقتهم وشتت شملهم
عام 525 قبل الميلاد
استطاع المصريون الأحرار فك أغلال الاحتلال الفارسي، فابدي المصريون احتقارهم لملك فارس وأعلنوا الثورة الغاضبة عليه، فأعد ملك فارس العدة للمصريين؛ وتجهز بجيش عظيم ومعدات حربية ضخمة؛ فتصدى له أهل صيده؛ وقاموا بعدد من الأعمال العدائية ضد بعض المنشأة الملكية والمدادات والموظفين الفرس في صيدًا.
ورغم المواجهات الطاحنة بين الطرفين والتواطؤ الواضح لبعض القادة والملوك مع المحتلين إلا أن تلك الثورة سطرت بداية النهاية للاحتلال وخروجه من مصر.
فترة الاحتلال الفرنسي على مصر
في فترة الاحتلال الفرنسي ضربت المقاومة أروع الأمثلة على الثبات والمثابرة؛ ففي ثورتهم الأولى في القاهرة قال المصريون كلمتهم وهزوا أركان الاحتلال حين تمادى الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت في فرض الضرائب وتضييق الخناق على الشعب بشتى الطرق فاقتحم البيوت وانتهك المحرمات، ودمر أبواب الحارات وهدم المساجد والدكاكين.
ولم يقف المصريون مكتوفي الأيدي وانتفض شيوخ الأزهر يناشدون الشعب بضرورة الثورة ورد كيد الاحتلال في نحره.
وفي اليوم العشرين من شهر أكتوبر لعام 1798، بدأت الثورة الأولى للقاهرة لتستمر 4 أيام على التوالي وأخذ الثوار العهد على أنفسهم ألا يتركوا مجالا لجندي فرنسي واحد ومن تقع عينهم عليه فذاك نذير بحتم انقضاء أجله، وتمكنوا حينها من النيل بعدد كبير من الجنود وقتل دومينيك مارتن دوبوي، وهو القائد العام والحاكم الفرنسي للقاهرة
وتأجج الصراع، واختار الفرنسيين، الرد بوحشيه وانتهكوا حرمة الأزهر الشريف ودنسوه بخيولهم ومضوا فيمن فيه قتلا وذبحا، كما اعدموا كبار مشايخ الأزهر.
وبالرغم من كل ذلك إلا أن الثوار المرابطون صمدوا واختاروا الموت غير منكسي الرؤوس، ليسطر بذلك في كتب التاريخ ملحمة جديدة من ملاحم الشعوب المقاومة.
ثورة 1919
بدأ الأمر بقرار من سعد زغلول بتشكيل وفد لتمثيل مصر في مؤتمر الصلح، الذي عقد في باريس ومن خلاله يمكنه المطالبة بأحقيه مصر في الاستقلال من الاحتلال البريطاني على مصر، لكن المندوب السامي البريطاني حال دون وصول الوفد للمؤتمر فواصل سعد زغلول جهوده للتمسك بقراره؛ فما لقي سوى التعنت الشديد واضطرت سلطة الاحتلال لنفيه إلى جزيرة مالطا.
مما تسبب في بدء شرارة ثورة 1919 من خلال طلاب الجامعات وامتد لهيبها لعمال السكك الحديدية بإعلانه الأضراب التام وقطع خطوط السكك الحديدية؛ فتبعهم في ذلك عمال البريد والجمارك والكهرباء والقضاة والمحامين.
وأصيبت البلاد بشلل تام ليظهر بعدها المتظاهرون الحانقون في مهاجمة أقسام الشرطة لتحرير المعتقلين ولم يغفل رجال الدين من المسلمين والمسيحيين عن دورهم فلزم كل منهم ثغرة؛ وظهرت روح الثورة في النفوس المتعطشة للتحرير.
ورغم ما ارتكبه الاحتلال ضدهم من جرائم ومذابح بلغ عدد القتلى فيها نحو 3 ألاف شخص، لكن المصريين استمروا في الضغط والحراك الشعبي، وبسبب ذلك اضطر الاحتلال لإفراج عن سعد زغلول.
وفبراير عام 1922 صدر تصريح نص على إلغاء الحماية البريطانية على مصر وإعلانها دولة حرة مستقلة وعاد المحتلون أدراجهم منهزمين وبعدها بعام صدر أول دستور مصري؛ كما عاد سعد زغلول لتشكل أول وزارة برئاسته
نكسة 67 ونصر 73
اثبت الشعب المصري في الفترة ما بين حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، أن النصر لا يتحقق على جبهات القتال فحسب فثمة حرب من نوع أخر باتت سلاحًا لا ينكسر، وأحدثت حرب الاستنزاف، التي استمرت لـ 1000 يوم نوعا من التلاحم الاستثنائي بين جميع طوائف الشعب.
والشعب المصري احتفظ بإيمان غير محدود؛ وكان ذلك هو الخط الفاصل بين النكسة والهزيمة، وكان إيمان الشعب هو القاعدة وإذا كانت القاعدة سليمة فإن كل شيء سيكون بخير.
وساهم المصريون بجهودهم من خلال التطوع في المستشفيات وعلى جبهة القتال ومنهم من تبرع بكل غال وثمين، من أجل أن تستعيد القوات المسلحة قدرتها في مواجهة العدوان وإبان حرب أكتوبر شكل المصريون جبهة داخلية داعمة ومساندة للجيش لا تكاد تقل أهمية عن الجبهة القتالية.
اقرأ ايضا: ماذا حدث لقطز في نهاية حياته؟.. أحمد الشرنوبي يروي فصلًا جديدًا من فصول التاريخ
والجميع كان قائدًا ومناضلًا في مكانة بداية من ربة المنزل، كما تبرع المصريون بدمائهم، ليكون بذلك أكبر تبرع حدث في العالم بأسره للحد الذي دفع وزير الصحة لمطالبتهم بالتوقف عن التبرع.
وقال الجنرال الإسرائيلي يشعياهو غافيش المصريين، اثبتوا أنهم قادرون على التغلب على حاجز الخوف والخروج إلى الحرب والقتال بكفاءة، وأثبتوا أيضا أنهم قادرين على اقتحام مانع قناة السويس وللأسف الشديد فقد انتزعوا القناة من أيدينا بقوة السلاح.
العلامات
موضوعات ذات صلة
لغز تيتانيك الذي حير العالم.. القصة الكاملة حول السفينة التي ابتلعها المحيط | تفاصيل شيقة
أثار غرق سفينة تيتانيك الشهيرة جدلًا واسعًا امتد لأكثر من قرن، حيث تعددت الروايات حول السبب الحقي...
بلاك كوبرا.. القوة الضاربة التي أسقطت "خُط الصعيد" | ما سر سلاح مصر الفتاك؟
يومًا بعد يوم، تثبت قوات الأمن المصرية أنها قوة لا تُقهر، بتحديثها المستمر لقدراتها القتالية وتطو...
نسل الأسرة المقدسة.. هل ينحدر آل عمران من أسرة أخناتون؟
تناول الباحث إبراهيم بدر في دراسته أهمية معبد الأقصر باعتباره من أبرز معالم الحضارة المصرية القدي...
الخديوي إسماعيل بين النهضة والإفلاس.. القصة الكاملة من بناء مصر لبوابة الديون
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، برزت شخصية محورية في تاريخ مصر الحديث، وهو حاكم مصر، والذي ا...
سر تغيير اسمها..حكاية الملكة فريدة محبوبة المصريين وقصتها مع الملك فاروق
في عصور الملكات تبوأت الملكة فريدة مكانة نادرة بينهن، فكان لها من اسمها نصيب، حيث انصهرت في شخصيت...
قصة آخر ملكات مصر ناريمان.. باعت زوجها الملك فاروق وهذه كانت نهايتها
تبدأ حكاية الملكة ناريمان بشعور قاسٍ وموحش عاشه رجل كان يحبها ولكنها تركته بمحض إرادتها وتزوجت با...
زواج الأشقاء في العصر الفرعوني.. الباحث إبراهيم بدر يكشف حقيقة صادمة بشأن زواج المحارم
في هذا التقرير، يتم مناقشة قضية قد أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات حول حضارة مصر القديمة، وهي مس...