سر الرقم 70.. لماذا تحذف الدول عدد الأصفار من العملة المحلية؟

يتساءل الأشخاص عن السر الكامن وراء لجوء الدول إلى حذف الأصفار المتواجدة على العملة النقدية لها، وكيف يؤثر على اقتصادها، وذلك ما سيتم الكشف عنه بالتفصيل عبر موقع "صوت المجلة" وإعطاء أمثلة من دول عربية وأخرى أوروبية.

لماذا تحذف الدول عدد الأصفار من العملة المحلية؟

تلجأ الدول حول العالم إلى حذف عدد الأصفار من العملة النقدية المحلية، لمساعدتها على الخروج من الأزمات الاقتصادية، والذي يكون دليلًا واضحًا على ذلك هو ارتفاع نسبة البطالة، وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، لدرجة عجز الفرد عن إشباع حاجاته الأساسية على أقل تقدير.

وتستخدم الدول في هذه الحالات سياسة "التصفير" أي حذف الأصفار من عملتها النقدية، واستبدالها بأخرى جديدة تقل أقل في القيمة بمقدار عدد الأصفار المحذوفة، فمثلًا عند إلغاء 6 أصفار فإن كل مليون منها يعادل فئة واحدة فقط من العملة الجديدة.

وتقوم الدول بهذه العملية لعدة أسباب، أبرزها تقليل معدل التضخم أو الحصول على الائتمان الدولي والسيطرة على سوق العملات، وكذلك أهداف ذات طابع اقتصادي مثل تسهيل عمليات البيع والشراء، ومن بين تلك الأهداف لحذف عدد الأصفار من العملة النقدية، هو شعور المواطنين بأن قيمة العملة قد ارتفعت، وهو ما يساعد على نمو الاقتصاد من جديد.

اقرأ أيضًا.. تبيع ولا تشتري؟.. توقعات الذهب ووصوله لأعلى سعر بنهاية 2024

الدول التي لجأت إلى حذف عدد الأصفار من العملة

لجأ عدد من الدول إلى عملية حذف الأصفار من العملة النقدية حوالي 70 مرة، والتي كانت بدايتها عام 1960 في ألمانيا خلال أعقاب الحرب العالمية الأولى، وإيران هي أحدث الدول المستخدمة لتلك السياسة، فيما تُصنف البرازيل كالأكثر استخدامًا لها، إذا حذفت 18 صفرًا من عملتها منذ 1930 وحتى أوائل القرن الحالي.

وكذلك غيرت تركيا اسم عملتها أكثر من مرة بسبب هذه السياسة قبل أن تستقر على الاسم الحالي، وبالنسبة للنطاق العربي قامت العراق بحذف الأصفار من العملة عام 2015، وبالرغم من أن هذه الخطوة تقلل من حجم العملات النقدية وتقليل تكاليف إصدارها، ولكن يمكن أن تحدث عملية تهريب رؤوس الأموال إلى الخارج بسبب التغييرات التي شهدها سوق الصرف عند تنفيذ هذه السياسة.