سر اختفاء الجيش الأول من سوريا بعد انتهاء الوحدة مع مصر

تأسست الجمهورية العربية المتحدة في لحظة ملحمية من التاريخ العربي الحديث، حيث عانقت قلوب المصريين والسوريين حلم الوحدة، الذي طالما نما في خيال الأمة، وفي عام 1958، وتشابكت الأيدي تحت راية واحدة لتولد الجمهورية العربية المتحدة، مستندة إلى آمال وطموحات الشعوب في زمن كانت فيه الوحدة أقوى سلاح لمواجهة التحديات السياسية والعسكرية.

وبرز الجيش الأول الميداني كرمز لهذه الوحدة، حيث كان حارسًا لهذه التجربة التاريخية على الأراضي السورية، لكن سرعان ما هبت رياح السياسة لتطفئ وهج هذا الحلم، ليختفي الجيش الأول وكأنه لم يكن، في حين ظلت القوات الثانية والثالثة حاضرة في مصر، تحمل لواء الدفاع عن الوطن، وفيما يلي، يستعرض لكم صوت المجلة سر اختفاء الجيش الأول الميداني عن سوريا.


سر اختفاء الجيش الأول عن سوريا

مثل إعلان الوحدة بين مصر وسوريا بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر حدثًا تاريخيًا غير مسبوق، لتصبح الجمهورية العربية المتحدة تجسدًا لحلم التكامل العربي.

وفي خضم هذه الوحدة، أعيد هيكلة القوات المسلحة، لكن الجيش الأول الميداني في سوريا واجه نهاية سريعة نتيجة تعقيدات المشهد السياسي، حيث شهدت دمشق انقلابًا عسكريًا في 28 سبتمبر 1961 أعلن عن الانفصال رسميًا، ومع انهيار هذا الاتحاد، تلاشى وجود الجيش الأول الميداني، واختفى اسمه من هيكل القوات المسلحة المصرية.

وعلى النقيض من ذلك، ظل الجيشان الثاني والثالث منخرطين بقوة في الهيكل العسكري المصري، وتمركز الجيش الثاني شمال قناة السويس، بينما انتشر الجيش الثالث جنوبًا، ولعب الجيشان دورًا حيويًا خلال فترة حرب الاستنزاف (1967-1970) وكانا درع مصر الأول بعد نكسة 1967، ومع اندلاع حرب أكتوبر 1973، تحمل الجيش الثاني مسؤولية العبور شمال القناة، بينما حقق الجيش الثالث اختراقات نوعية ضد الدفاعات الإسرائيلية شرق السويس.

واختفاء الجيش الأول الميداني يعد شاهدًا على انهيار فكرة الوحدة، التي أسس لتلك التجربة، وهو انعكاس لعدم الاستقرار في السياسة العربية وتضارب المصالح الداخلية والإقليمية، ومع ذلك، تظل الجيشان الثاني والثالث رمزان للقوة العسكرية المصرية ودليلًا على قدرة القيادة المصرية على إعادة بناء الجيش لمواجهة التحديات الكبرى.

اقرأ أيضًا.. معلومات عن علم سوريا الجديد.. ما الفرق بين العلم الأحمر والأخضر؟

ويظل الجيش الأول الميداني ذاكرة خالدة بحلم الوحدة العربية، الذي عاش لفترة قصيرة لكنه لم ينسَ، ليبقى رمزًا يلهم الأجيال بأن الوحدة تظل القوة الحقيقية لمواجهة التحديات المشتركة وبناء مستقبل عربي موحد.

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من