خسائر بالمليارات تضرب أمريكا بسبب وحش تقني قادم من الصين.. ما هو الذكاء الاصطناعي ديب سيك؟

في مفاجأة مدوية، تلقت الولايات المتحدة الأمريكية ضربة اقتصادية غير مسبوقة، حيث سجلت الأسواق المالية خسائر بمليارات الدولارات وانهيارًا مفاجئًا في أسواق الأسهم، كل هذا جاء عقب ظهور منافس تقني جديد من الصين قلب موازين القوى في قطاع الذكاء الاصطناعي.

انهيار الأسواق الأمريكية بعد ظهور ديب سيك

شهدت الأسواق المالية الأمريكية تراجعًا مفاجئًا بعد الإعلان عن تطبيق ديب سيك، وهو منتج صيني جديد في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي بات يشكل تهديدًا مباشرًا لكبرى الشركات الأمريكية مثل أوبن أيه آي.

ما هو ديب سيك؟

تأسست شركة ديب سيك الصينية للذكاء الاصطناعي في مدينة هانجتشو قبل عامين، استنادًا إلى فكرة جامعية مبتكرة، يسعى مؤسسوها إلى تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو المستوى الذي يحاكي ذكاء الإنسان، وهو هدف لم تتمكن أي شركة تقنية من تحقيقه حتى الآن.

سر نجاح ديب سيك

يكمن تفوق ديب سيك في نموذج الذكاء الاصطناعي الذي طورته الشركة، والذي يتميز بانخفاض تكاليف التشغيل مقارنة بمنافسيه، مما يجعله أكثر كفاءة وأقل تكلفة، ووفقًا للتقارير، فإن تكلفة تشغيل نموذج ديب سيك R1 أقل بنسبة تتراوح بين 20 و50 مرة مقارنة بنموذج آخرى، مما يمنح الصين ميزة اقتصادية تنافسية.

كما أعلنت الشركة أن نماذجها الرئيسية ديب سيك V3 وديب سيك R1 باتت تنافس أقوى النماذج التي طورتها ميتا وأوبن أيه آي، مما زاد من القلق في الأوساط التقنية الأمريكية.

تشكيك في ديب سيك

رغم نجاحه الكبير، واجه "ديب سيك" اتهامات حول مدى أساليبه، حيث أشار ألكسندر وانج، الرئيس التنفيذي لشركة Scale AI، إلى احتمالية امتلاك "ديب سيك" 50,000 شريحة Nvidia H100، مما قد يشكل انتهاكًا للقيود الأمريكية على تصدير التكنولوجيا المتقدمة.

كما أفاد محللون بأن تكاليف تدريب نماذج "ديب سيك" قد تكون أعلى بكثير مما تعلنه الشركة، مما أثار المزيد من الجدل حول استدامة نموذجها التجاري.

وفي هذا السياق، صرح المستثمر ماريو كرين:"قد أدفع حتى 300 يورو لكل جلسة خاصة من ChatGPT للوصول إلى النماذج الاحترافية، في حين لا يكلفني فعل الشيء نفسه مع ديب سيك سوى 10 يورو فقط".

هذا التفاوت الكبير في الأسعار زاد من المخاوف الأمريكية، حيث أعلنت "ديب سيك" أن تكلفة تدريب أحدث نماذجها لا تتجاوز 5.6 مليون دولار، مقارنة بمئات المليارات التي تنفقها شركات مثل أوبن أيه آي وجوجل.

ماذا يجعل "ديب سيك" مختلفًا؟

بفضل بنيته الداخلية الفريدة، يتميز ديب سيك بكفاءة عالية في استهلاك الذاكرة والقدرات الحاسوبية، مما يمنحه ميزة تنافسية قوية، كما أصبح التطبيق الأكثر تنزيلًا على متجر أبل في بريطانيا والعديد من الدول الأخرى، متجاوزًا تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأمريكية.

إضافةً إلى ذلك، يقدم التطبيق مميزات متقدمة كانت متاحة سابقًا فقط للمشتركين المدفوعين في منافسيه، ويتميز بقدرة عالية على تنفيذ المهام المعقدة مثل الرياضيات والبرمجة، ما يجعله خيارًا قويًا في سوق الذكاء الاصطناعي.

التأثيرات الاقتصادية لـ"ديب سيك"

في حين تكبدت بعض الشركات الأمريكية خسائر ضخمة، استفادت شركات أخرى مثل آبل، حيث ارتفعت التوقعات حول إمكانية تقليل تكاليف تدريب الذكاء الاصطناعي، مما عزز مكانتها السوقية.

ومع ذلك، فقد أدى نجاح ديب سيك إلى تقويض ثقة المستثمرين في شركات التكنولوجيا الأمريكية، مما تسبب في انخفاض كبير في قيمتها السوقية، وسط تساؤلات حول قدرة الشركات الأمريكية على مجاراة الابتكار الصيني في هذا المجال.

من هو "إليانج وان فينغ"؟

يُعد إليانج وان فينغ، مؤسس "ديب سيك"، أحد أبرز الأسماء الصاعدة في عالم التكنولوجيا، حيث ارتفعت مكانته بسرعة كبيرة في غضون أسابيع، ومع ازدياد نفوذه، تصاعدت التوقعات حول إمكانية أن تقلب شركته موازين الذكاء الاصطناعي لصالح الصين، خاصة في ظل القيود الأمريكية على تصدير التكنولوجيا المتقدمة.

ظل "إليانج" بعيدًا عن الأضواء حتى تلقى دعوة لإلقاء خطاب رسمي في ندوة مغلقة استضافها رئيس الحكومة الصينية "لي تشيانج"، مما سلط الأضواء على "ديب سيك" كلاعب رئيسي جديد في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.

وفي مقابلة نادرة له في يوليو 2024، صرح إليانج: لا يمكن للذكاء الاصطناعي الصيني أن يظل تابعًا للآخرين إلى الأبد.. نحن بحاجة إلى الجمع بين رأس المال والابتكار لإحداث ثورة حقيقية في هذا المجال.

هل تقود الصين سباق الذكاء الاصطناعي؟

منذ نشأته في مقاطعة جواندونج، كان "إليانج" شغوفًا بالابتكار، درس في جامعة تشجيانج، حيث تخصص في هندسة الإلكترونيات والاتصالات، وبعد تخرجه عام 2010، شارك في تأسيس صندوق تحوط كمي، بلغت محفظته الاستثمارية 13.79 مليار دولار بحلول نهاية 2021.

اليوم، يعمل في "ديب سيك" نخبة من الخريجين وطلاب الدكتوراه من أرقى الجامعات الصينية، وتسعى الشركة لأن تكون القوة المهيمنة عالميًا في الذكاء الاصطناعي.

هل نشهد تغيرًا جذريًا في موازين القوى؟

يبدو أن "ديب سيك" ليس مجرد تطبيق عابر في سوق الذكاء الاصطناعي، بل هو علامة فارقة قد تعيد تشكيل المنافسة العالمية في هذا القطاع، بقيادة إليانج وان فينغ، تواصل الشركة نموها السريع، ويبدو أن الصين تضع قدمها بقوة في صدارة سباق الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا:

تعدت إلـ 67،6 مليار دولار.. خسائر إسرائيل الفادحة بعد 467 يومًا من حرب غزة

قصة شركة مارفل.. من الإفلاس إلى إمبراطورية الترفيه بقيمة 150 مليار دولار

قصة نجاح "أوراسكوم".. من فكرة إلى إمبراطورية عالمية في التجارة