الدكتور السيد سعيد الشرقاوي يوضح أهمية القسط والعدل مع غير المسلمين في الإسلام

تحدث الدكتور السيد سعيد الشرقاوي عن العدل، الذي يعد من القيم الأساسية في الإسلام، حيث يتمثل في معاملة جميع الأفراد بإنصاف وحسن نيّة، بغض النظر عن الدين أو العرق، وفيما يلي، يستعرض لكم صوت المجلة حديث الدكتور السيد سعيد الشرقاوي عن العدل والقسط.

لماذا أمرنا الله بالقسط والعدل مع غير المسلمين؟

أكد الدكتور السيد سعيد الشرقاوي أن مفهوم القسط والعدل في الإسلام يشمل الجميع، بما في ذلك المخالفين في الدين والعقيدة، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى أمر بالعدل حتى مع غير المسلمين، كما في قوله تعالى، فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقَصْطِ"، مشيرًا إلى أن حب الله للمقسطين ذُكر أول مرة في سياق التعامل مع غير المسلمين.

وتابع الدكتور الشرقاوي، العدل مع غير المسلمين لا يجوز أن يُبرر بغيابه بسبب الاختلاف في الدين، مستشهدًا بآية، لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ، ودعا إلى معاملة غير المسلمين بالبر والعدل في العمل والمعاملات اليومية دون قسوة أو استغلال.

سبب حب الله للمقسطين

وأشار الدكتور الشرقاوي، إلى أن ذكر الله لحب المقسطين ورد مرتين في سياق العدل مع غير المسلمين، بينما ورد مرة واحدة عند الحديث عن العدل بين المسلمين، كما في قوله تعالى، وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا.

وأكد الدكتور الشرقاوي، أن هذه التوجيهات تعكس أهمية القسط والعدل في جميع العلاقات الإنسانية، وأن المسلم مطالب بتقوى الله في معاملاته مع الجميع، بغض النظر عن معتقداتهم، لما لذلك من ارتباط وثيق برضا الله.

دار الإفتاء المصرية

ووفقًا لدار الإفتاء المصرية، يعد العدل أساسًا لقيام الدول وازدهارها، فمتى ما عُدِلَ بين الناس قويت الدولة واستقرت، ومتى ما غاب العدل حلّ الظلم والفساد والانهيار، وقال ابن تيمية رحمه الله، إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة.

وأولى القرآن الكريم أهمية بالغة للعدل، وأمر به في العديد من الآيات، منها، العدل في الحكم: قال تعالى، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا، وهذه الآية تأمر بأداء الأمانات والحكم بالعدل بين الناس، ممّا يُبيّن أهمية العدل في جميع جوانب الحياة.

وقال الله تعالى أيضًا، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وهذه الآية تجمع بين العدل والإحسان، ممّا يُشير إلى أنّ العدل هو الحد الأدنى المطلوب، والإحسان هو مرتبة أعلى من ذلك.

اقرأ أيضًا..

الدكتور السيد سعيد الشرقاوي يوضح خطر رفع الأصوات في المساجد وأهمية احترام قدسيتها

أجر الحج والعمرة بذكر الله بعد الصلاة.. الدكتور السيد سعيد الشرقاوي يوضح

الدكتور السيد سعيد الشرقاوي يوضح أهمية الحج في الإسلام وأعمال تعادل أجره