كيف غيّر الظاهر بيبرس النوبة من مملكة نصرانية إلى مسلمة؟.. أحمد الشرنوبي يكشف مفاجأة

يكشف لنا أحمد الشرنوبي اليوم في فيديو من فيديوهات رسائل التاريخ، كيف استطاع الظاهر بيبرس تحويل النوبة من مملكة نصرانية تدفع الجزية إلى فتح إسلامي عظيم، وكل هذه التفاصيل يمكن معرفتها عبر موقع "صوت المجلة".

 

أحمد الشرنوبي يكشف كيف غيّر الظاهر بيبرس النوبة من مملكة نصرانية إلى بلد مسلمة

قال أحمد الشرنوبي، إن النوبة في جنوب مصر، كانت مملكة نصرانية تدفع الجزية للمسلمين، منذ العهد الذي تم الاتفاق عليه مع القائد عبد الله بن أبي سرح والي مصر سنة 31 هجريًا، وهو العهد الذي عُرف باسم "البقط" بلغة النوبيين، وظلت مملكة النوبة ملتزمة بهذا العقد عدة قرون.

وأردف، أنه في ظل انشغال المسلمين بحروبهم ضد الصليبيين في الشام، بدأت النوبة تتمرد وتمتنع عن دفع الجزية، فأرسل لهم صلاح الدين الأيوبي، حملة تأديبية بقيادة أخيه توران شاه، وبعدها استغل ملك النوبة داوود انشغال السلطان بيبرس في حروبه ضد الصليبيين والمغول، فهاجم أسوان هجومًا عنيفًا سنة 670 هـ الموافق 1272 مـ، فرد الظاهر بيبرس عليه بحملتين متتاليتين على بلاد النوبة.

وأضاف، أن هذه المعركة اشتركت فيها البحرية النيلية، فتوغلت جيوشه واكتسحت بلاد النوبة كلها، ووصل إلى أماكن لم يصل إليها أي جيش إسلامي من قبل، وفي الحملة الثانية تمت هزيمة الملك داوود وأسره، وتعهد الملك الجديد للنوبة، بالالتزام بدفع الجزية في كل عام، والتي كانت عبارة عن 3 فيلة، و3 رزافات، و5 فهود، و100 فرس، و100 من رؤوس البقر الجيدة، وأن يكون نصف مال النوبة للسلطان المملوك، ونصفها الآخر لإعمارها.

وأشار "الشرنوبي"، إلى خضوع بلاد العُلا من النوبة للسلطة المملوكية مباشرة لقربها من أسوان، وأن يدفع كل نوبي دينار سنويًا إلى السلطان المملوكي نزير الجزية، فقد اختاروا هذا الشرط تعويضًا عن الإسلام أو القتل، وأن يُعاد تفعيل اتفاقية البقط القديمة بين الجانبين، وهو ما كان انتصارًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا للظاهر بيبرس.

وكانت تلك المرة الأولى التي تخضع فيها النوبة إلى سيادة دولة إسلامية، ومن بعدها انتشرت القبائل العربية في النوبة، وما صاحبها من انتشار الإسلام واللغة العربية حتى أن مملكة النوبة النصرانية تلاشت تمامًا بعد أقل من قرن، وانضمت البلاد كلها إلى الدولة الإسلامية وظلت تحت سيطرة مصرية كاملة.

اقرأ أيضًا.. ماذا حدث لقطز في نهاية حياته؟.. أحمد الشرنوبي يروي فصلًا جديدًا من فصول التاريخ

وتابع أحمد الشرنوبي، أن في عهد محمد علي باشا بالقرن التاسع عشر، بقيت كل النوبة تحت سيطرة مصر، وذلك حتى لعب الإنجليز لعبة الحكم الثنائي في اتفاقية السودان عام 1899 م، ومن بعدها اخضعت السودان للاستعمار البريطاني، وأصبح حاكم عموم السودان البريطاني، هو الحاكم الفعلي للسودان، وبعد ثورة 23 يوليو 1952، انفصلت السودان عن مصر رسميًا، فبلاد النوبة تمتد من شلال أسوان إلى جنوب الخرطوم، وتنقسم إلى قسمين، هما النوبة السفلى، والنوبة العليا.

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من